وقد روى لنا أبو الفرج الأصبهاني هذه الروايات الثلاث في سبب المنافرة بين الكميت وخالد بن عبد الله، وكان عليه أن يبين لها وجه الصواب فيما تتعارض فيه من وجوه كثيرة، ولكن أبا الفرج رحمه الله لم يكن يعنى في الأكثر بنقد رواياته، وإنما كان يهمه جمعها وسردها، وعلى القارئ بعد هذا أن يحكم رأيه فيها
فالرواية الأولى تذكر أن سبب المنافرة بينهما قصيدته التي هجا فيها اليمن:
(ألا حُيِّيتِ عنَّا يا مَدِينا)
وقد اتفقت الرواية الثانية في هذا معها على خلاف قليل بينهما؛ أما الرواية الثالثة فتذكر أن سبب المنافرة بينهما شعر الكميت الذي حرض فيه هشاماً على خالد، واتهمه فيه بأنه يريد خلعه. وتفيد هذه الرواية أن قصيدة كميت التي هجا فيها اليمن كانت بعد سجنه لا قبله، وأنه قالها رداُ على الأعور الكلبي في قصيدته التي رمى فيها امرأة الكميت بأهل الحبس، ويقول فيها:
(أسْوِدِينَا واحمْرينَا)
والرواية الأولى تذكر أن خالداً روى الهاشميات جارية واحدة والرواية الثانية تذكر أنه رواها ثلاثين جارية
والرواية الأولى تذكر أن أبان بن الوليد البجلي عامل واسط هو الذي سعى في تهريب الكميت من السجن. وقد اتفقت الرواية الثانية في هذا معها على خلاف قليل بينهما، أما الرواية الثالثة فتذكر أن الذي سعى في تهريبه عبد الرحمن بن عنبسة ابن سعيد
والرواية الأولى تفيد أن خالد بن عبد الله كان بالكوفة حينما أمر بسجن الكميت. وهكذا تفيد الرواية الثانية، وإن كانت تفيد مع هذا أن خالداً قرأ على أبان بن الوليد كتاب هشام بقتل الكميت، مع أن أبان بن الوليد كان في ذلك الوقت بواسط. أما الرواية الثالثة فتذكر أن