للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القسم الحادي عشر:]

فرنسا ومستعمراتها

الاستعمار يواجه الإسلام في الجزائر

للأستاذ أحمد رمزي بك

(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن

تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل

شئ قدير). (آل عمران)

(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال

والأنفس وبشر الصابرين). (البقرة)

(وقل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).

(الأنعام)

تبرز للعالم قوة الإسلام وعظمة الرسالة المحمدية، في هذه الآيات البينات التي دعت المسلمين إلى الصبر والمصابرة للوقوف أمام حوادث الدهر بشجاعة وثبات فلا تلين قناتهم وتذهب ريحهم وإنا لنبعث بها تحية لإخواننا المسلمين بالجزائر الذين وقفوا أمام فرنسا وجبروتها. ولئن كانت صفحات كفاحهم السياسي والحربي في الجزائر أمرها معروف تداولتها الأيام، فإن كفاحهم الديني في وطنهم وثباتهم معجزة من معجزات الله، لأن فرنسا في معاهدة ١٨٣٠ مع حاكم الجزائر تعهدت كما قلنا باحترام الدين الإسلامي وشعائره، وأخذت على نفسها المواثيق بأن تترك للمسلمين أوقافهم وعوائدهم ثم عقدت عدة معاهدات واتفاقات مع الأمير عبد القادر الجزائري وغيره من الزعماء وفي نصوصها جميعا: العهود والمواثيق على إقرار هذه المبادئ وهي حرية العقيدة وترك أمور الدين الإسلامي وشعائره بيد أهله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>