الأستاذ سلامة موسى يتجنى على الأدب العربي - من واجب كل مصري أن يعطف على العروبة والإسلام لأنهما سناد مصر في الشرق - أدوات مدرسية - السوريون في مكاره الاغتراب - الخوف أنفع من الأمان.
درس ينفع
يظهر أن فصل الصيف تعوَّد الجدل والعناد؛ ففي الصيف الماضي كانت جناية الأستاذ أحمد أمين على الأدب العربي، وقد وأدنا تلك الجناية وهي في المهد. وفي هذا الصيف يتجنى الأستاذ سلامة موسى على الأدب العربي، فهل يكون من الواجب أن نوجه إليه التفاتة ترده إلى الصواب؟
ونذكر أولاً أن الأستاذ سلامة موسى صديق عزيز، وأنا لا أتخلى عن أصدقائي، ولا أذكرهم بغير الجميل.
ونذكر ثانياً أن هذه شنشنة نعرفها من أخزم، فقد وقعت بيني وبين الأستاذ سلامة موسى مناوشات كثيرة على صفحات البلاغ يوم كنا زميلين نتحارب بالأقلام ونتصافح بالقلوب.
والحق أن الأستاذ سلامة موسى له على أهل الأدب حقوق، فهو رجلٌ بنَّاء، وإن غلبت عليه الشهرة بحب الهدم، وقد يكون أقدر أدباء اليوم على مسايرة ما يجدّ من التطورات في الأدب الحديث، فهو لذلك صديقٌ روحيٌّ لأكثر أدباء هذا الجيل.
ثم أدخل في صميم الموضوع فأقول:
تحدث الأستاذ سلامة موسى في مقال نشره بجملة اللطائف عن الجهود الأدبية لجماعة من أدباء مصر هم: طه حسين والعقاد والزيات وزكي مبارك.
وهو يرى أن هؤلاء الأباء (لهم هموم ثقافية لا يمكن أن تحرك قراءنا وتحيلهم إلى مكافحين يجاهدون أو يجتهدون لخدمة الأمة، لأنهم في حقيقتهم وشعورهم متفرجون مستمتعون لأنهم يعالجون العاديّات العربية التي تدرس للذة والاستمتاع وليس للمغزى والكفاح)
ذلك كلام الأستاذ سلامة موسى، وهو كلامٌ برَّاق يُزيغ بصائر القارئين، فمن الواجب أن تنقضه من الأساس قبل أن يفعل فعله في القلوب والعقول.