للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

١ - هذى دمشق!

ما بدا حب دمشق أختها الكبرى مصر، وتعلقها بها، وتمسكها بالعروبة وكرهها لهذه الشيوعية الآثمة كما بدا في هذين اليومين، أثر تلك البرقية الوقحة التي بعث بها النفر الضالون المنكرون من رجال وزارة المعارف، ولم يقتصر الأمر على البرقيات والاحتجاجات بل لقد أضربت مدارس دمشق كلها يوم الخميس وخرج تلاميذها يقدمهم طلاب الجامعة السورية، في مواكب لها أول وليس لها آخر يهتفون للعروبة ولمصر، ويبرؤون من هذه النحلة والداعين إليها. وتبعتهم مظاهرات العمال، تهتف مثل هتافهم، وتنادي بندائهم، ولم يبق الجمعة منبر مسجد في دمشق إلا هبطت من فوق أعواده اللعنات على الشيوعية وعلى أذنابها في المعارف، أما الصحف الشامية، فلقد قرأ الناس في مصر ما كتبت ونشرت، وكان أول من انتدب نفسه من الصحفيين لدرء هذا الشر الأستاذ نجيب الريس صاحب (القبس) ونائب دمشق في المجلس، وأبن عمه الأستاذ منير الريس، المجاهد ذو المواقف صاحب (بردي)، فيسجل هذا لهما في (الرسالة) سجل العرب.

وما كان ذلك اهتماماً بأصحاب تلك البرقية، فهم أقل وأذل من أن تهتم بهم دمشق، ولكن اعتذارا إلى مصر، ومحاربة لهذه الشيوعية المدمرة، واحتجاجاً على وزارة معارف الشام إذ تجعل كُبْرَ أمر التعليم إلى مثل هؤلاء، مع مجاهرتهم بالدعوة إلى الشيوعية، والعمل لمصلحة دولة أجنبية، والتدخل في شؤون المملكة المصرية، ومع ما هم عليه من الخفة والرعونة والطيش، ولقد وعدت الحكومة وعد الصدق بطردهم من وظائفهم ومحاكمتهم، وأنا لمنتظرون!

٢ - تأديب السفهاء:

أما وقد عرف قراء الرسالة بداية خبر تلك البرقية التي تطاول فيها النفر الشيوعيين على حكومة مصر، فليعرفوا نهايته، وهي أن وزير المعارف الأستاذ صبري العسلي بك قد أحال هؤلاء النفر إلى (لجنة تأديب الموظفين) - وكذلك يؤدب الكبار إذا فعلوا مثل ما فعل الصغار. . .

وإنا لنشكر الوزير على أن أنقذ أبناءنا من مربين ومؤدبين، لا يزالون محتاجين إلى التربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>