سلام عليك. وبعد فقد قرأت مقالك في مجلة الرسالة المباركة في العدد الخاص بالعام الهجري فأعجبت به كثيراً. إلا أني دهشت في أوله من عبارتك (السلام عليكم) موجهة للأستاذ الزيات، ذلك أن القاعدة التي ذكرتها كتب اللغة لاستعمال هذه العبارة، هي أن نبتدئ في أول الكتاب بـ (سلام عليك أو عليكم بدون (أل) التعريف، ثم ننتهي بـ (والسلام عليك أو عليكم) بذكر (أل)، وتكون أل هنا نهاية العهدية، وهذا نظير قولك:(جاءني ضيف فأكرمت الضيف)، ولك يا أستاذ أن ترجع إلى كتاب أدب الكاتب لتقف على حقيقة الأمر.
وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة تشير إلى صحة قسم من القاعدة. قال تعالى:(سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) وقال تعالى: (قال سلام قوم منكرون). . . الخ فالملاحظ هنا أنه لا حاجة إلى تعريف (سلام عليكم) بالألف واللام.
وقال ذو الرمة:
أمنزلتي ميٍّ سلام عليكما ... هل الأزمن اللائي مضين رواجع
وقال البحتري:
سلام عليكم لا وفاء ولا عهد ... أما لكم من هجر أحبابكم بدُّ
والواقع أن هذه غلطة شائعة في الوقت الحاضر، وما كنت أستغرب لو وجدتها عند بعض الكتاب، إلا أن ثقتي القوية بعلمك في اللغة العربية وتبحرك بها هي التي دفعتني إلى الاستغراب.
وأخيراً: أرجو التفضل بإبداء رأيك في هذا الموضوع، ففي ذلك خدمة للأدب العربي وأدبائه. والسلام عليك.