كانت في طرابلس الغرب قبل احتلال الطليان لها نهضة أدبية مباركة، وكان للأدباء فيها رابطة كما لهم صحف ومجلات، وقد نبغ الكثيرون من الشعراء والأدباء الذين لولا استعمار إيطاليا لبلادهم - كان لأدبهم شأن يذكر في البلاد العربية. وقد كانت جريدة (الرقيب العتيد) رسولة هذه النهضة وحاملة لوائها. وكان صاحبها المرحوم الأستاذ محمود فهمي نديم بن موسى من قادة الرأي والفكر يسانده نخبة من الشباب المثقف الحر.
وهناك جريدة (العدل) وصاحبها الأستاذ محمود بانون التي كانت نبراساً للوطنية والحق. وما احتل الإيطاليون هذه البلاد حتى خمدت هذه النهضة الأدبية، وخارت عزائم الأدباء، ولكن الإيطاليون بدءوا يدفعون فاقدي الضمائر ومريضي القلوب من الأدباء إلى تمجيدهم والإطناب بذكرهم، وأجبروا صاحبي الرقيب والعدل على السير بموجب سيادتهم، وأصدروا مجلة مصورة سموها (ليبيا المصورة) كانت هي المجلة الرسمية للإيطاليين، تعبر عن رغباتهم وتشيد من ذكرهم ومجدهم، وظلت الحال هكذا حتى كانت الحرب الأخيرة، إذا اضمحلت الروح الأدبية تماماً، واختفى ذلك البصيص الضئيل من الشعر والنثر، وساد القطر جهل وصمت وسواد! فهل نرى الآن وقد بدأ طائر السلام يرفرف بجناحيه نهضة جديدة في طرابلس الغرب تقوم على أكتاف وسواعد شبابه العربي ونرى مجلاته تشق طريقها في الحياة كزميلاتها صحف العروبة؟ فلعل ذلك قريب.
(دمشق - دار المعلمين)
صلاح الدين بن موسى
الشيخ نصر الهوريني وتيمور باشا:
ذكر الأستاذان أحمد أمين بك، ومحمد كرد علي بك في كتاب (ذكرى أحمد تيمور باشا) الذي ظهر حديثاً في ٣٠صفحة وص٧٧ أن العلامة أحمد تيمور باشا كان في جملة أساتذته الشيخ الهوريني