للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

من التاريخ

٣ - النهضة المسرحية في مصر

ونصيب الفرقة القومية منها وواجبها حيالها

فرقة رمسيس

جمع يوسف وهبي حوله بطلات وأبطال المسرح في ذلك الحين إلا من أبطرتهم الشهرة وأفسدهم المجد، أو خاف منهم على نفسه، وهو في مستهل حياته الفنية التي يرجى منها الخير. . . وليوسف بعض العذر فيما فعل، فما معنى أن يستظل باسم كبير لامع يتضاءل اسمه إلى جانبه ولا يفيد منه شيئاً يذكر، ويكون مصدر خطر على مشروعه الكبير الذي أرصد له ثلاثة عشر ألفاً من الجنيهات من ماله الخاص، فينسب إليه الفضل في النجاح إذا كان مقدراً له ولا يكون ليوسف إلا فضل صاحب المال، وما أتعسه من فضل لا يرتضيه فنان لنفسه! ويوسف إنسان ذكي له كل المميزات التي تجعل منه زعيماً في وسطه، وله كل عيوب الأذكياء التي تفقدهم عطف الكثيرين، وتذكي في نفوسهم الغيرة منهم والحقد عليهم. وقد شق طريقه بجرأة لا مثيل لها، وتزعم جماعة المسرحيين، وأقصى من لا يستطيع الزعامة عليهم، واحتضن من وطئوا أكنفهم له، وارتضوا بقيادته لهم على حين أن ماضيهم الطويل وخبرتهم بالمسرح ودرايتهم به كانت تجعلهم في أنفسهم ينظرون إليه ويبتسمون!

وترقب الناس ما ستخرجه لهم (فرقة رمسيس) من جديد يقبلون عليه. أما القديم فقد عرفوه وشبعوا منه وارتووا. وعلى أي حال، فهل تستطيع (فرقة رمسيس) أن تخرج أوديب أو عطيل أو مدام سان جين؟. . . إن جورج ابيض الذي تزعم التراجيدي لم يكن قد فقد مكانته فيه، وما كان أحد يعتقد أن يوسف أو سواه يحسن القيام بأدواره، وأن تستطيع فرقة رمسيس أن تخرج للناس (الموت المدني) أو (النائب هالير) ولم يكن أحد قد تصور مدى لحظة من الزمان أن عبد الرحمن رشدي يمكن أن يبزه آخر في هذه الأدوار التي اشتهر بها وأتقنها كل الإتقان.

ترقب الناس ما ستأتي لهم به فرقة رمسيس الجديدة من جديد - كما ترقبوا حين أنشئت

<<  <  ج:
ص:  >  >>