أشارت الأنباء البرقية منذ أسابيع إلى كتاب العلامة فرويد عن أصل موسى الكليم عليه السلام وكان يومئذ على وشك الصدور باللغة الإنجليزية
والعلامة فرويد كما هو معروف أستاذ الأساتذة العالميين في علم التحليل النفسي، بدأ بالكتابة فيه عند أوائل القرن الحاضر ثم تفرعت على مذهبه فيه مذاهب أتباعه ومريديه ومعارضيه تارة بالتوسع والتأييد، وتارة بالتعديل والتنقيح، وتارة بالمناقضة والتفنيد
ونحن على مخالفتنا إياه في الرجوع بكل خليقة من الخلائق وكل عارضة من عوارض النفس إلى الغريزة الجنسية، وعلى إيثارنا لآراء بعض مريديه ممن يضيفون إلى الغريزة الجنسية النزوع إلى امتداد الشخصية، وعلى مما في نظرته إلى الفنون والآداب من الضيق والجفاف، نعتقد أن الرجل قد أضاف إلى معارف الإنسان ذخيرة قيمة من التحقيقات والتوجيهات التي لا تضيع سدى ولا تزال موضعاً للتصحيح والإتقان على تعاقب الأيام
وقد صدر كتابه عن موسى الكليم بالإنجليزية فإذا هو أعجوبة الفروض والاحتمالات، أو باعترافه هو أعجوبة التلفيقات والتخمينات؛ إذ كان من المتعذر عليه أن يرجع إلى حقائق التاريخ أو أساليب العلم في الاستقصاء، فأعتمد على الفروض وقال بصريح العبارة إنه لا يعتمد على شيء غير الفروض
وربما كان العجب الأعجب في الكتاب أن مؤلفه من بني إسرائيل وهو يحاول ما يحاول للرجوع بنسب موسى عليه السلام إلى مصر لا إلى إسرائيل
ولهذا استهدف الرجل للغضب من أبناء قومه قبل الغضب من الأجانب عنه وممن يخالفونه في الرأي والاعتقاد
ظنه الأول قائم على الاسم ومنشأه من اللغتين العبرية والمصرية القديمة
فبعض العبريين يزعمون أن موسى مأخوذة من (موشى) العبرية بمعنى المنتشَلْ أو المرفوع، ويقولون إن بنت فرعون انتشلته من النيل فسمته لذلك بهذا الاسم الذي يدل عليه
وفرويد يشكك في تصريف الكلمة، ويشكك في سبب التسمية، ويقول إنه على فرض صحة المعنى المنسوب إليها بالعبرية فليس من المعقول أن ابنة فرعون كانت تعرف لغة إسرائيل