للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من الفن القصصي الحديث

حقيبة القدر

للقصصي الألماني: لدفج باور

كان جورج شاباً هادئ الطبع فاضل الخلق، لم يكد يخرج من أزمة بسيطة انتابته حتى استقل القطار قاصداً بلدة صغيرة يشغل فيها وظيفة متواضعة وكان كل شئ يبدو لجورج عادياً لا خطر له، وقد مرت سنو عمره دون أن تتخللها مغامرة، أو يمتريها حادث خطير يهز حياته التي كانت أشبه بحياة أبناء الطبقة الوسطى، وعندما بلغ القطار عند منتصف الليل المكان الذي يقصده جورج أخذ حقيبته من الغرفة المكتظة التي كان يجلس فيها مولياً وجهه شطر حياته الجديدة.

وصل جورج إلى الفندق الصغير الذي عزم على الإقامة فيه، وعندما ذهب إلى سريره لينام نظر إلى الحقيبة، ولكنها لم تكن هي بذاتها على أن جورج خشي أن يكون مخطئاً في تقديره، فحاول أن يفتحها بالمفتاح الذي لديه ولكن عبثاً حاول. على أنه عندما ضاعف جهده انفتحت فجأة. وكانت أول نظرة ألقاها كافية أن تثبت أنه لم يكن مخطئاً. نعم كانت الحقيبة لشخص آخر

أما حقيبته الأصلية وما فيها من سقط المتاع وهو كل ما يملكه فقط كانت في ذلك الوقت تجوب الآفاق المجهولة حيث لا صاحب لها. ووجد جورج نفسه - وهو الذي لم يصادف في حياته يحتاج لحلها - عاجزاً منذ اللحظة الأولى على أن يجمع في ذهنه فكرتين أثناء ذهوله ودهشه. ما العمل الآن؟ كيف يستطيع الحصول على البذلة التي يرتديها أيام الآحاد وعلى زوج حذائه الثاني وسائر ملابسه؟ كان جورج يأمل أن يجد في محتويات الحقيبة بعض المعلومات عن مالكها الحقيقي الذي قد يكون هو الآخر مستاءً من استبدال حقيبته بأخرى، لذا شرع جورج يبحث أثناء تفتيشه في الملابس المتسخة عما يدله على الشخص الذي أخذ حقيبته وشعر تحت يديه برزمة من الأوراق، فلما جذبها وجدها سلسلة من الخطابات والرسائل البرقية، وأفلتت هذه الرزمة من يد جورج فانتشرت على أرض الغرفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>