اعتزم القيصر شهود حفلة الاستعراض العسكرية في ميدان ميخابلوفسكي كما قدمنا، وقام البوليس باتخاذ الإجراءات المعتادة للمحافظة على سلامة القيصر فزار الشوارع التي يمر بها الركب الملكي؛ وكان ثمة في شارع (مالايا سادوفيا) حانوت لبان افتتح هنالك منذ ثلاثة أشهر يديره شخص يدعى كوبوزيف وزوجه؛ وكان البوليس يشتبه في أمر هذا الحانوت وأمر صاحبه، فزاره في عصر يوم السبت بحجة التفتيش الصحي فلم يجد فيه ما يريب؛ ولم يكن كوبوزيف في الواقع سوى عضو من أعضاء اللجنة التنفيذية وضعته اللجنة هنالك ليكون عوناً لها على التنفيذ.
واعتزمت اللجنة الثورية من جانبها أن تنتهز هذه الفرصة لتنفيذ قرارها باغتيال القيصر فغادرت بيروفسكايا مسكنها وذهب أساييف إلى حانوت كوبوزيف ليضع لغما قوياً تحت شارع (ماليا سادوفيا) وأنفق كبالتشتش وهو عضو اللجنة المتخصص في صنع القنابل طول الليل في منزل فيرا فنجر مع جراتشفكي وبيروفسكايا، ولم يأت الصباح حتى تم صنع قنابل أربعاً حملها كبالتشتش وبيروفسكايا. وفي صباح يوم الأحد أول مارس وزعت صوفيا القنابل الأربع على أربعة منالشبان الفدائيين هم جرنفتسكي وامليانوف وميخالوف وريساكوف وعمره تسعة عشر عاماً فقط؛ وتفرق الأربعة في نقط أربع عينت في خريطة التنفيذ حول منعطف نفسكي والطرق المفضية إليه. . وفي الساعة الثانية بعد الظهر كان كل في مكانه المعين ينتظر إشارة صوفيا ووقفت صوفيا مدى حين ترقب ميدان الاستعراض عن بعد. ولكنها ما لبثت أن علمت أن الركب الملكي لن يمر بالشارع الذي وضع فيه اللغم، فسارت عندئذ صوب منعطف نفسكي في اتجاه جرنفتسكي وأخرجت منديلها، ففطن الفتيان إلى إشارتها وساروا تباعاً صوب قناة سانت كاترين لمقابلة الركب