للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في المصادر والأصول]

نساؤنا بين التقاليد والتجديد

لصاحب العزة الدكتور منصور فهمي بك

مدير عام دار الكتب المصرية

مقدمة

من الدقة أن يرمى بحثنا إلى تناول أحوال المرأة المصرية المعاصرة، لأن فينا من مدله ي العمر فتيسر له أن يصف مسلك نسائنا في فترة محصورة من الزمن، لعلها البرزخ الفاصل بين ما كانت تجري عليه أحوال النساء عند السلف القديم، وبين ما أصبحن عليه الآن، وما قد يصرن إليه في مستقبل الأيام.

وإني، مع حرصي الشديد على تضييق مجال البحث وحصره، قد أتعرض للماضي أحياناً في نظرة خاطفة، لأجلي فيه بعض المعالم التي ترسمتها المرأة المصرية في مسيرها لكي تتبين: ألا يزال الدرب الذي تعدو الآن فيه موصولاً بالطريق الذي سلكته عدة قرون؛ أم أصبح مسيرها مقطوع الصلة بماضيها القريب والبعيد؟ ولعل المرأة حين اتخذت أسلوبها الجديد، أخذت تتعرض لمنحدر كثير الزلل والخطر. وإني حين أعني بالبحث في أحوال نسائنا، إنما أعني بحملة الرسالة الكبرى في تشييد أركان الهناء في الحياة، بل بحملة سر الرحمن وكلمته في بذل المحبة والرحمة والسلام.

وإني إذ أثير اليوم موضوع المرأة المصرية بين التقاليد والتجديد، إنما أثير موضوعاً حيوياً للزوجات والبنات والأمهات. وعلى الجملة موضوعاً يتصل بكيان الأسرة وكيان الأمة التي تنتمي إليها، ونرجو أن تحيا بنا عزيزة ونحيا بها كراماً.

لمحة تاريخية

فمن نيف وثلاثين عاماً كان (قاسم أمين) يحلق بخياله في متسع تاريخ مصر الاجتماعي، ويلقى بنظراته الناقدة في صحائف حياتها العمرانية، وكان يصيب نفسه وخز من الألم منشأه المظاهر الاجتماعية السيئة التي اتصلت بحياة الأسرة، دون أن يقرها العقل السليم، أو يرضاها الشرع الحكيم. ولقد حركت وخزات الألم لسانه وقلمه بما كان ينشده لأمته من

<<  <  ج:
ص:  >  >>