قرأت الكلمة المنشورة في العدد ٣٣٦ من الرسالة الغراء بتوقيع (أبو الوفاء) وتحت عنوان (شمال أفريقيا والأستاذ الحصري)، ووقعت في حيرة عميقة، عندما علمت بأن الكاتب قد ظن أنني لا أعتبر تونس ومراكش من البلاد العربية. . . في حين أنه لم يخامرني أدنى شك في عروبة تلك البلاد في وقت من الأوقات. . .
لقد نقل الكاتب من مقالي (بين الوحدة العربية والوحدة الإسلامية) بعض العبارات التي قد تفسح مجالاً لمثل هذا الظن غير أنه لو التفت إلى الأسطر التي تلت في مقالي تلك العبارات، لوجد فيها ما ينفي ذلك الظن نفياً باتاً:
فقد قلت - بعد عشرة أسطر من العبارات التي نقلها الكاتب - ما يلي حرفياً:
(لا يمكن لأي عاقل كان أن يتصور حصول اتحاد بين القاهرة وبغداد وأنقرة وطهران وكابل. . . الخ دون أن نحصل اتحاد بين القاهرة وبغداد ودمشق ومكة وتونس. . .)
فأطمئن الكاتب بأنني لم أقل طول حياتي ولا لحظة واحدة: إن (شمال أفريقية التي تبتدئ من تونس وتنتهي بمراكش ليست بعربية)
بل على عكس ذلك، قلت - في المحاضرة التي ألقيتها في بغداد، على جمع غفير من الشبان - بعد عودتي من المغرب الأقصى:(إن مراكش أجمل البلاد العربية على الإطلاق) كما حاولت أن أصف مدينة مراكش وضواحيها بقولي: (إنها تجمع بين جبل لبنان وغوطة دمشق ونخيل بغداد، وتخلط الأرز والنخل والزيتون بأجمل الصور وأبدع الأساليب)
هذا وأود أن أطلع الكاتب على الأمور التالية، لإظهار مبلغ اهتمامنا ببلاد المغرب، كجزء مهم من العالم العربي
أ - لقد أسسنا في القصر العباسي الكائن في قلعة بغداد معرضاً دائماً لصور الريازة (العمارة) العربية. وخصصنا غرفتين من غرفه لبلاد المغرب، يرى الزائر فيهما صوراً شمسية مكبرة، لأكثر من أربعين بناية عربية، بينها القرويين والكتبية
ب - لقد أسسنا في الباب الأوسط من أبواب سور بغداد الباقي من العهد العباسي متحفاً