فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية، علم من أعلام الفقه الإسلامي في مصر والشرق، يمتاز بعلم واسع، ونظر صائب، وفكر ثاقب، وقد رأى فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر أن ينتفع التعليم العالي بمواهبه، فأسند إليه منصب (المراقب العام) على الكليات الأزهرية الثلاث، فأصبح له بهذا المنصب، وبشخصيته العلمية الجليلة، مشاركة في الإشراف العلمي على شئون التعليم، يرجى أن تحقق آمال الأستاذ الأكبر في الإصلاح.
وفضيلته - إلى جانب ذلك - عضو بارز من أعضاء (جماعة كبار العلماء) له فيها نشاط محمود، ورأي مشهود، ومقام كريم.
زرته في داره الحديثة الطراز التي بناها في ضاحية (كوبري القبة) فجاءت مثلاً رائعاً لعظمة البناء، وجمال التنسيق، ودليلاً حاضراً على ما يستطيعه (العالم الديني) من جمع بين تقوى الله، وأبهة الحياة.
تلقاني فضيلته مرحباً، وكنت منه على موعد، فلما أستقر بي المقام ذكرت له أن (الرسالة) تعتزم أن تصدر عددها الهجري الممتاز، ويسرها أن تسفر بينه وبين القراء الكرام في جميع أنحاء الشرق العربي بحديث يتصل بعمله في الإفتاء، والرقابة العامة، وجماعة كبار العلماء.
فأبدى استعداداً كريماً لإجابة هذه الرغبة، وأثنى على (الرسالة) ثناءً جميلاً، ذاكراً عنايتها الفائقة بشئون العلم والدين، ودعوتها القوية للثقافة الإسلامية، وقال: إنه يعلق على ذلك آمالاً عظيمة، فإن للرسالة في نفوس المسلمين وأهل العروبة جميعاً مقاماً عظيماً ومنزلة سامية.
فأجزلت لفضيلته الشكر على استعداده وحسن ثنائه، ثم دار الحديث بيني وبينه على هذا النحو:
١ - في الإفتاء
قلت لفضيلته: إن منصب الإفتاء منصب جليل له بالفقه الإسلامي صلة عملية وثيقة، وقد رسم الفقهاء المتأخرون للمفتي رسوماً لا يجيزون له أن يتعداها، وألزموه أن يفتي بآراء