المشابهة بين غزوة نابليون روسيا أمس وغزوة هتلر لتلك البلاد اليوم
فمن أسباب هزيمة نابليون إهماله النصائح التي سمعها في مجلس الحرب من بعض الثقات قبل التوغل في الأرض الروسية.
ومن أسباب تلك الهزيمة أن الروس كانوا يتراجعون أمامه تحت جنح الظلام ويخلون المدن والطرقات حتى لا يرى فيها دياراً يسأله عن مكان الجيش المتراجع أو يلتقط من خلال أجوبته ما يعينه في الاستطلاع الذي كان كما أسلفنا شديد التعويل
أما هتلر فقد أتى من قبل هذين النقصين كما أتى من قبله من هو أعظم منه وأولى بالتحرز والأناة.
فقد أشتهر الآن أنه كان في مجلس الحرب على خلاف مع قواده الثقات الذين علموا من شأن الروس ما ليس له به علم
واشتهر الآن أنه أخطأ في استطلاعه أخبار القوم إذ خيل إليه أن الشعب الروسي يتحفز للثورة ويترقب الإغارة عليه لنصرة المغير كائناً من كان، ولو جاءت الغارة من عنصر معادٍ للعنصر السلافي وهو عنصر الجرمان.
ومحمد عليه السلام لم يتعلم ما تعلمه هتلر ونابليون، ولكنه لم يخطئ قط مثل هذا الخطأ في جميع غزواته وكشوفه. ولعلنا نفهم كلما درسنا زمانه الحافل بالعبر والأمثلة الباقية أن دراسته ضرب من دراسة العصر الحديث والقادة المحدثين.