للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

مصاير تراث أسبانيا الفني

ماذا كان مصير ذخائر أسبانيا الفنية بعد عام من حرب أهلية طاحنة سحقت في طريقها كل شيء؟ لقد أثار مصير هذا التراث الفني العظيم جزع جميع الدوائر العلمية والفنية في جميع أنحاء العالم، وهو جزع من حقنا أن نشاطر فيه بنوع خاص؛ ذلك أن بين هذا التراث آثار وذخائر إسلامية عزيزة هي البقية الأخيرة من ذكريات الأندلس الإسلامية. وقد رأت حكومة الجمهورية الأسبانية إزاء هذا الجزع أن تدعو العلامة الأثري الإنكليزي السير فريدريك كنيون إلى إسبانيا ليتحقق بنفسه مما بذلته الحكومة من جهود عظيمة لصون هذا التراث؛ فاستجاب السير كنيون إلى هذه الدعوة وطاف أياماً بمدريد وبلنسية، وعاين الأماكن التي نقلت إليها المخطوطات والصور والتحف الفنية، ونشر نتائج تحقيقه في جريدة التيمس. وخلاصتها أن الحكومة الجمهورية قد استطاعت أن تنقذ معظم تراث أسبانيا الفني، وان مجموعة قصر (برادو) التي ظن أنها أتلفت، وهي من أعظم المجموعات الفنية قد نقلت على عجل إلى بلنسية، وحفظت في قلعتها المنيعة في صناديق غير قابلة للحريق؛ وحفظت مجموعة البسط والمنسوجات الملكية أيضاً في أحد أبراج القلعة، ومنها عدة من مجموعة الدوق ألبا الشهيرة. أما مجموعة الأسكوريال من الكتب والمخطوطات، وهي التي تضم بينها المكتبة العربية الأندلسية، فقد نقل منها نحو ألف مخطوط إلى بلنسية؛ ونقل إليها أيضاً مجموعة كبيرة من نفائس المكتبة الوطنية، وحفظت باقي الكتب والمخطوطات بمدريد في مستودعات أمينة أحيطت بجميع الوسائل الممكنة للصيانة والإنقاذ. ومن ذلك يتضح أن جميع محتويات مكتبة الأسكوريال الشهيرة، ومنها المجموعة العربية الأندلسية التي تضم نحو ستة آلاف وخمسمائة مخطوط عربي قد أنقذت من ويلات الحرب، وحفظت سليمة إلى اليوم، وذلك بالطبع يثلج صدر كل عربي وكل مسلم

ولا زالت مجموعة كبيرة من الصور تحفظ بقصر (برادو) غير تلك التي نقلت إلى بلنسية وفيها كثير مما حمل من قصر الأسكوريال؛ ونقلت مجموعة كبيرة من الذخائر المختلفة من صور وتحف خزفية وأثاث وتماثيل إلى أقبية المتحف الأثري، وإلى أقبية كنيسة سان

<<  <  ج:
ص:  >  >>