للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإسلام والعلاقات الدولية]

للأستاذ الشيخ محمود شلتوت

وكيل كلية الشريعة

- ٢ -

(١) النظام الذي يسبق الحرب

يقرر الإسلام أنه لا يصح بدء الحرب إلا بعد أن تتحقق روح العداء للمسلمين، وأنه يجب على المسلمين إذا تحققوا من ذلك أن يبلغوهم الدعوة

وشبيه بهذا ما يسمى في العرف الدولي الحاضر بالإنذار النهائي.

وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد قواده: (إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث)

وقد قال الفقهاء: (إننا بهذه الدعوة نعلمهم أننا لا نقاتلهم على اخذ أموالهم وسبي عيالهم، فربما يجيبون إلى المقصود من غير قتال، وقتالهم قبل الدعوة إثم يستوجب غضب الله

(ب) النظام الذي يكون في أثناء الحرب

لا يريد الإسلام من الحرب تنكيلاً ولا تخريباً، ولا يرضى للناس أن ينسوا فيها واجب الإنسانية من الرفق والرحمة ورعاية العدل والخوف من الله

وإنه ليأخذ المسلمين في أثناء الحرب بآداب لو رعتها الأمم لخففت من ويلات البشرية وضمدت من جراحها

وقد يكون من الملائم لنا في هذه الظروف التي جنّ فيها جنون العالم، وانفتحت فيها على الناس أبواب من الجحيم الذي صنعه الناس لأنفسهم، وأنفقوا فيه جهودهم وأموالهم وأفلاذ أكبادهم؛ قد يكون من الملائم أن نذكر شيئاً من تلك الآداب الإسلامية للحرب، ليعلم الناس أن هذا الدين دين الرحمة والرفق والعدل والصلاح:

١ - فالإسلام لا يجيز قتل المرأة ولا الصبي ولا الشيخ الفاني ولا المقعد ولا الأعمى ولا المعتوه؛ ولا يجيز قتل أصحاب الصوامع ولا الزراع ولا الصناع الذين لا يقاتلون

٢ - ولا يجيز المثلة ولا التحريق ولا قطع الأشجار ولا هدم البنيان إلا إذا بدأ بذلك العدو

<<  <  ج:
ص:  >  >>