للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نقل الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

٦٥١ - والشيب يغمزها بألا تفعلي!

في (كتاب الأذكياء) لابن الجوزي: قال العتبي: رأيت امرأة أعجبتني صورتها فقلت لها: ألك بعل؟ قالت: لا. قلت: أفترغبين في التزويج؟ قالت: نعم، ولكن لي خصلة أظنك لا ترضاها. قلت: وما هي؟ قالت: بياض برأسي. قال: فثنيت عنان فرسي، وسرت قليلاً. فنادتني أقسمت عليك لتقفن، ثم أتت إلى موضع خال فكشفت عن شعر كأنه العناقيد السود. فقالت: والله ما بلغت العشرين ولكن عرفتك أنا نكره منك ما تكره منا.

فقال: فخجلت وسرت وأنا أقول:

فجعلت أطلب وصلها بتملق ... والشيب يغمزها بألا تفعلي

في (الأغاني): قالت امرأة لبشار: أي رجل أنت لو كنت أسود اللحية والرأس! قال بشار: أما علمت أن بيض البزاة أثمن من سود الغربان؟ فقالت له: أما قولك فحسن في السمع، ومن لك بأن يحسن شيبك في العين كما حسن قولك في السمع. . .؟ فكان بشار يقول: ما أفحمني قط غير هذه المرأة.

٦٥٢ - فإنا لله وإنا إليه راجعون!

قال الجاحظ في (الحيوان): بينا داود بن المعتمر الصبيري جالس معي إذ مرت به امرأة جميلة، لها قوام وحسن وعينان عجيبتان، وعليها ثياب بيض، فنهض داود، فلم أشك أنه قام ليتبعها، فبعثت غلامي ليعرف ذلك. فلما رجع (داود) قلت له: قد علمت إنما قمت لتكلمها فليس ينفعك إلا الصدق، ولا ينجيك مني الجحود، وإنما غايتي أن أعرف كيف ابتدأت القول، وأي شئ قلت لها، وعلمت أنه سيأتي - بآبدة - وكان مليا بالأوابد - قال: ابتدأت القول بان قلت: لولا ما عليك من سيمياء الخير لم أتبعك. فضحكت حتى استندت إلى الحائط، ثم قالت: إنما يمنع مثلك من اتباع مثلي والطمع فيه ما يرى من سيمياء الخير، فأما إذ قد صار سيمياء الخير هو الذي يطمع في النساء، فانا لله وإنا إليه راجعون. . .!

٦٥٣ - لعن الله شر الثلاثة

<<  <  ج:
ص:  >  >>