اطلع مروان بن عبد الحكم على ضيعة له بالغوطة فأنكر منها شيئاً فقال لوكيله: ويحك إني لأظنك تخونني
قال: أتظن ذلك ولا تستيقنه؟
قال: وتفعل؟
قال: نعم (والله) إني لأخونك، وإنك لتخون أمير المؤمنين، وإن أمير المؤمنين ليخون الله. فلعن الله شر الثلاثة.
٦٥٤ - أردت أن أقول بعد يوم
قال الحمدوني: بعث إلى أحمد بن حرب المهلبي في غداة السماء فيها مغيمة، فأتيته والمائدة موضوعة مغطاة وقد وافت عجاب المغنية فأكلنا جميعاً وجلسنا على شرابنا. فما راعنا إلا داق يدق الباب فأتاه الغلام فقال: بالباب فلان. فقال: هو فتى من آل المهلب ظريف نظيف. فقلت: ما نريد غير ما نحن فيه. فأذن له فجاء يتبختر وقدامى قدح شراب فكسره فإذا رجل آدم ضخم، وتكلم فإذا هو أعيا الناس، فجلس بيني وبين عجاب، فدعوت بدواة وكتبت إلى أحمد بن حرب:
كدر الله العيش من كدر العي ... ش فقد كان صافياً مستطابا
جاءنا والسماء تهطل بالغي ... ث وقد طابق السماع الشرابا
كسر الكأس وهي كالكواكب الدري ... ضمت من المدام رضابا
قلت لما رميت منه بما أكره ... والدهر ما أفاد أصابا
عجل الله نقمة لابن حرب ... تدع الدار بعد شهر خرابا
ودفعت الرقعة له فقال: ألا نفست فقلت بعد حول؟ فقلت: أردت أن أقول بعد يوم فخفت أن يصيبني مضرة ذلك. وفطن الثقيل فنهض. فقال: آذيته، فقلت: هو آذاني.
٦٥٥ - فما أخذت بترك الحج من ثمن
قال ابن جريج: ما ظننت أن الله ينفع أحداً بشعر عمر بن أبي ربيعة حتى كنت باليمن فسمعت منشداً ينشد قوله:
بالله قولا له غير معْتبة: ... ماذا أردت بطول المكث في اليمن؟