للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن كنتَ حاولتَ دنيا أو ظفرتَ بها ... فما أخذت بترك الحج من ثمن

فحركني ذلك على ترك اليمن والخروج إلى مكة فخرجت فحججت.

٦٥٦ - لا يتيه وزير في وزارته

قال أبو العيناء: كان عيسى بن فرخان شاه يتيه على في ولايته الوزارة. فلما صرف رهبني. فلقيني فسلم علي فأحفى. فقلت لغلامي: من هذا؟ فقال: أبو موسى. فدنوت منه وقلت: أعزك الله، والله لقد كنت أقنع بإيمائك دون بيانك، وبلحظك دون لفظك. فالحمد لله على ما آلت إليه حالك. فلئن كانت أخطأت فيك النعمة لقد أصابت فيك النقمة، ولئن كانت الدنيا أبدت مقابحها بالإقبال عليك، لقد أظهرت محاسنها بالانصراف عنك. ولله المنة إذ أغنانا عن الكذب عليك، ونزهنا عن قول الزور فيك؛ فقد والله أسأت حمل النعم، وما شكرت حق المنعم.

فقيل له: يا أبا عبد الله لقد بالغت في السب، فما كان الذنب؟ فقال: سألته حاجة أقل من قيمته، فردني عنها بأقبح من خلقته

٦٥٧ - سارت مشرقة وسرت مغربا

ذكر بعض الأكابر أن بعض أهل الظاهر في عصر الحافظ ابن حجر كتب على تائية ابن الفارض وأرسل إلى بعض العظماء من صوفية الوقت ليقرظه، فأقام عنده مدة ثم كتب عليه عند إرساله إليه:

سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب

فقيل له في ذلك، فقال: مولانا الشارح أعتني بإرجاع الضمائر والمبتدأ والخبر والجناس والاستعارة وما هنالك من اللغة والبديع، ومراد الناظم وراء ذلك كله.

٦٥٨ - رفعة. . .

في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب): قال علي بن عدلان النحوي الموصلي: حضرت بدمشق عند محمد بن نصر بن عنين الشاعر وزير المعظم، فجاءته رقعة طويلة عريضة خالية من معنى، فارغة من فائدة؛ فألقاها إلي قائلا: هل رأيت قط أسقط من هذه مع طول وعرض، فتناولتها فوجدتها كما قال، وشرعت أخاطبه، فأومأ إلي بالسكوت وهو مفكر، ثم

<<  <  ج:
ص:  >  >>