الطعام من حاجات الإنسان اليومية. وقد كان على إنسان الكهف كما علينا الآن، أن نستبقي الحياة بالاستمرار على تناول الطعام
وكثير من القصص الممتع في حياة الإنسان يدور حول هذه المسألة الكبرى: مسألة الطعام وهي التي تشغل الجنس الإنساني كله إلى اليوم. فبعض القصص يتعلق بالتجارة وبعضها بالاستكشافات والبعض بتاريخ الشعوب المنعزلة
وكان الإنسان في البداية هائم الحركة بحثاً عن الطعام فهو يأكل القوت والفواكه والحشائش والحبوب وجذور النبات؛ فإذا ما غال ذلك من حقل ذهب إلى حقل آخر يلتمس فيه طعاماً جديداً، ويمكث كذلك حيناً في مكان من أماكن الصيد ثم يتركه إلى مكان آخر
ثم جاء اليوم العجيب الذي تعلم فيه الإنسان أنه متى غرس بذرة فإنه سيجني حصاداً. وقد كان ولا ريب بالعالم في هذا العهد القديم بعض رجال لكل شعب من الشعوب مهمتهم أن يرقبوا مرور الشهور بظهور القمر واختفائه لغرس الحبوب وملاحظة ما سيكون من أمرها: هل ينشأ أم لا ينشأ منها نبات؟
وحدّث أحد زعماء الملايو عن كيفية اعتماد قبيلة في الحياة على فواكه الغابة فقال إنهم في البداية كانوا يأكلون الفواكه في أماكن صغيرة بالقرب من المكان الذي تجمع فيه. ولكن لوحظ أن عدداً كبيراً من أشجار الفاكهة كان ينبت حول هذه الأماكن التي يأكلونها فيها فقرروا أن يحملوا الفواكه إلى أماكن أبعد من الأولى ليأكلوها بها. وكانوا في كل عام بعد ذلك يرون أن أشجار الفاكهة تنبت حيث يسقط النوى أو البذور فحملوا البذور والنوى إلى مسافة أبعد ورموها في أماكن مختلفة إلى أن صار لهم في النهاية بساتين في أنحاء الإقليم الذي يقيمون به