للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أبو سيلمان الخطابي]

٣١٩ - ٣٨٨ هـ

بقلم برهان الدين محمد الداغستاني

إذا تصفحنا كتب غريب الحديث المؤلفة بعد القرن الرابع الهجري أو قرأنا شرحاً من شروح كتب الحديث المشهورة - وجدنا اسم الخطابي ورأيه بارزين واضحين، يكفي لمن يريد تأييد رأي على آخر أن ينقل عن الخطابي ما يؤيده كما يكفي من يريد الاحتجاج على أمر أن يذكر رأي الخطابي فيه حتى يتم له ما أراد

وقد درج الكثير من المؤلفين والرواة عنه على الاكتفاء عند ذكر اسمه بالخطابي، وسواء أكان اقتصارهم هذا لشهرته عندهم أم لعدم معرفتهم اسمه الحقيقي، فقد كان سبباً من أسباب الخلاف الطويل حول اسمه الذي سمي به

وقد خدم الخطابي رحمه الله اللغة العربية وعلم الحديث بنوع خاص - بما كتبه في غريب الحديث وإصلاح خطأ المحدثين وشرحي البخاري وسنن أبي داود خدمة جليلة فوق ما كتبه في فنون أخرى. حتى لقد أصبحت كتبه من بعده مصادر لمن أتى بعده يأخذ منها ويعتمد عليها، غير أن أكثر كتبه مفقودة الآن لا يعرف غير أسمائها ككثير من كتب الأقدمين من علمائنا الأعلام وسأحاول - بقدر الإمكان - أن أصور للقارئ الكريم صورة واضحة جليلة لأبي سليمان الخطابي البستي في هذه الكلمة الوجيزة

اسمه ومولده ونسبه

هو حمد (بفتح الحاء وسكون الميم) بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي، كذا ذكره النووي في طبقات الشافعية والحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ وعبد الجبار الهروي في تاريخ هراة والحاكم ابن البيع في كتاب نيسابور وابن خلكان في وفيات الأعيان والسبكي في طبقات الشافعية وهو الصواب وعليه المعول، فقد سئل الخطابي نفسه عن اسمه فقال: (اسمي الذي سميت به حمد ولكن الناس كتبوه أحمد فتركته عليه)

ووهم الثعالبي في اليتيمة وأبو عبيد الهروي صاحب كتاب الغريبين والوزير المؤرخ جمال الدين القفطي في أنباه الرواة في أنباه النحاة حيث سموه أحمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>