ولد الخطابي في رجب سنة تسع عشر وثلثمائة بمدينة بُستْ (بضم الباء وسمون السين) وهي من بلاد كابل عاصمة الأفغان، بين هراة وغزنة، كثيرة الأشجار والأنهار، وكما اختلف الذين ترجموا في نسبته. إلى من هذه النسبة (الخطابي)؟ فياقوت في إرشاد الأريب (معجم الأدباء)، والسيوطي في بغية الوعاة، والسمعاني الأنساب يذكرون بأنه من ذرية زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي آخى عمر بن الخطاب مقتصرين عليه، بينما ابن خلكان والسبكي والشيخ محمد الأنصاري البهنسي في الكافي يقولون: أنه منسوب إلى جد أبيه الخطاب، ثم يقولون: وقيل إنه من ذرية زيد بن الخطاب آخى عمر رضي الله عنه
شيوخه وتلاميذه
تفقه الخطابي على الأمام الجليل محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الكبير والقاضي الإمام أبي علي بن أبي هريرة وسمع الحديث من أبي سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبي بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، وأبي العباس الأصم بنيسابور، وتأدب أخذ اللغة عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي المعروف بغلام ثعلب، وسمع من أحمد بن سليمان النجار، وأبي عمر السماك، ومكرم القاضي، وجعفر الخلدي، وأبي جعفر الرزاز وأخذ عنهم
وسمع من الخطابي وروى عنه الإمام الفقيه الشيخ العراق أحمد ابن محمد بن أحمد الأسفراييني، والحاكم أبو عبد الله محمد بن البيع النيسابوري، وأبو عبيد الهروي صاحب كتاب الغريبين، وعبد الغفار بن محمد لفارسي، وأبو القاسم عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي، وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي، وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي، وأبو عمر محمد بن عبد الله الزرجاهي وخلق كثير غيرهم
مكانته العلمية وثناء الناس عليه
كان الخطابي رحمه الله تعالى عالماً أديباً زاهداً ورعاً حسن التدريس والتأليف، إماماً في اللغة والفقه والحديث، ثقة متثبتاً من أوعية العلم، حجة صدوقاً من كبار أئمة الشافعية. رحل في طلب العلم إلى العراق فسمع ببغداد والبصرة والحجاز وجال خرسان وخرج إلى ما وراء النهر، كريماً يتجر في ماله الحلال وينفق على الصلحاء من إخوانه