للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من مرآتي لامرتين لحبيبته إلفير]

إلى إلفير

(. . . أما الشاعر فانه لقادر على أن يترك لمن يحب ويهوى

حياة لا يهرمها العفاء!)

لامرتين

ترجمة الأستاذ معروف الأرناءوط

بلى إن نهر (آنيو) ليمور وقد استفاضت أثباجه، ورجع صداها اسم (سنتي) البهي، وكذلك نهر (الفوكلوز) ألا تراه هادراً دافقاً يحمل إلى صخور (تيبور) اسم (لور) المستحبّ، وان لنهر (فه رار) مثل هذا الشأن، إذ ألقى في سمع العصور الآتية اسم (الينور)

يا لهناءة الجمال وقد عكف الشاعر على عبادته واصطفاه حرماً ومقاماً! بل يا لهناءة الاسم الذي يسكن في أغانيه وأناشيده!

أيتها الحبيبة! انك لتستطيعين أن تبعثي أنفاسك الأخيرة، أما الشاعر فانه لقادر على أن يترك لمن يحب ويهوى حياة لا يهرمها العفاء. ألا ترينه وقد سدر في سدفة، يحلق في الفضاء بجناحين من عبقرية وذكاء؟ إنه ليصعد حتى يلتقي مع الخلود في مصاف واحد

لئن كان زورقي، وقد استخذى للرياح البوارح، غبر يمشي قدماً إلى شاطئٍ وادعٍ ساكنٍ، فذلك لان ريحاٍ لينة سجواء تهافتت عليه ومشت به إلى نور دافق

إذا كانت هنالك شموس ابهر للألاَءً استفاضت فوق هامتي، إذا كانت دموع الحبيبة غسلت حوبات قدري العاثر ورفهت عن جبيني وقد غشيته ظلال الفناء، فربما كان ذلك - عفوك يا صاحب النغم الثائر - حادياً بي إلى أمر يتساوى معه تمردي بالحب الذي يستهويني فأصوغ أناشيد الرثاء والنزع واترك في معبد الحب القديم نصباً قائماً وأثراً خالداً

ألا نرى الرجل الجوَّابة وقد اعتسف السير وارتاد حمى الوادي كيف اطمأن إلى الشجرة الفرعاء، ينعم بوارف ظلها ثم استفزته نوازع النفس إلى نقش اسمه على جذعها فترك بذلك أثراً بيناً

أرأيت كيف تنكر كل شئ واستبهم، وكيف غشيت ظلمة الموت حواشي الطبيعة فتعرت

<<  <  ج:
ص:  >  >>