للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأرض من روائها، ونصل زبرج الغابات وذوى، واستفاقت أمواج النهر في أعماق الزاخرة الهزج، وهبت على المروج ريح صرصر عاتية صوحت زهرها وأقاحها ومشت عربة الخريف في مزالق السنين تدفعها إلى المجهول يد الشتاء العابثة

إن الزمن والموت حليفان سلاحهما سيف مرهف الحد عظيم الصليل، انهما ليطويان العالم الخامد ويجددانه كر الغداة ومر العشي

ينثال الحصاد في حضيض النسيان الابدي، وكالصيف الذي يتساقط عشبه وينهار، وكالكرمة الذابلة المصفرة إذ ترى الخريف المخصوصب يلقي بأزهارها إلى القطاف، هكذا ستسقطين وتذبلين يا زهرات العمر القصيرة وما تمثل فيك غير الشباب، والحب والسرور والجمال الزائل

انظر بعين رأفة وحب إلى ذلك الشباب الهادر! انه يتألق ويفيض جمالاً ثم يمتصه السرور والفرح، وحينما تنصب كأسه المترعة لن يبقى منها إلا ذكرى ضئيلة، فإن القبر الذي ينتظره يبتلعه بأسره، ثم يسود هذا الحب سكون أبدي

ولكن العصور الآتية ستمر فوق رغامك يا (إلفير) وستعيشين إلى الأبد

(دمشق)

معروف الأرناءوط

<<  <  ج:
ص:  >  >>