يأتي بعد الموسيقى، الأسرى من البربر بسحنهم الغربية، ووجوههم البهيمية، وجلودهم السوداء، وشعورهم المجعدة؛ وإنهم ليشبهون القرد أكثر مما يشبهون الإنسان، ويلبسون زي بلادهم: قباء إلى أسفل الدف، مطرز بزخارف ذات ألوان مختلفة، وتمسكه حمالة واحدة، ويسود في غل هؤلاء الأسرى قسوة غربية ماهرة؛ فبعضهم جمعت كيعانه خلف ظهره، والبعض ربطت يداه مرفوعتين فوق رأسه في أكثر الأوضاع مضايقة، وقسم وضعت يداه في محابس خشبية، وآخرون ربطت رقابهم في حبل يضم صفاً طويلاً، وقد عقدت عقدة عند كل أسير، ويسير إلى جانب الأسرى حرس ينظمون سيرهم بضربات من العصا، ويسير في الخلف بخجل وانحناء سيدات سمر بضفائر طويلة مسترسلة، ويحملن أطفالهن في خرق من نسيج معقود على جباههن؛ وأخريات حسان ذوات جلد أقل سمرة من هؤلاء قد زين أذرعتهن بحلقات ضخمة من العاج، وآذانهن باسطوانات واسعة من المعدن؛ وقد ارتدين أقبية طويلة ذات أردان واسعة، يزينها تطريز لدى العنق، وتنزل إلى أعقابهن، مثناة ثنيات دقيقة مكوية، ويلبسن خلاخيل في أقدامهن، ويصحب هؤلاء الجند ويحفظونهن من الاختلاط بالجمهور
يأتي بعد ذلك حاملو الرايات، رافعين أعلامهم مذهباً قضبانها، وعليها رسوم رمزية؛ من صقور مقدسة، إلى رءوس هاتور يعلوها ريش النعام إلى لقالق ذات أجنحة، إلى أختام منقوشة باسم الملك، إلى تماسيح ورموز أخرى دينية أو حربية؛ وقد عقد بهذه الرايات