للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أربطة بيضاء زينت بنقط سوداء، تجعلها حركة السير ترفرف برقة

لدى رؤية حاملي الرايات الذين يعلنون مقدم فرعون، أخذ نواب القس والأعيان يمدون أيديهم نحو فرعون في هيئة احترام تام، أو يتركون أيديهم على ركبهم مديرين راحاتهم للهواء، وبعضهم ينحني شاداً مرافقه إلى جسمه، وجبهته منحنية تبدي الخضوع المطلق والتقديس العميق؛ بينما النظارة يحركون في كل جهة ما معهم من سعف النخل

بين حاملي الرايات وحملة المباخر الذين يسبقون هودج فرعون، مناد يتقدم وحده وبيده منشور تغطيه الرموز الهيروغليفية؛ يعلن هذا المنادي بصوت قوي رنان، كأنه صوت من النحاس، انتصارات فرعون ويتحدث عن الحظ الذي صادفه الملك في مختلف مواقعه، وعدد الأسرى وعربات الحرب التي أخذت من العدو، وقدر الغنيمة، وقيمة برادة الذهب، وأسنان الفيل، وريش النعام والعطور، وعدد الزراف والأسد والفهود والحيوانات الأخرى النادرة؛ ويذكر أسم رؤساء البربر الذين قتلوا بحراب جلالته أو سهام ذلك الملك القادر على كل شئ محبوب الآلة، ولدى كل خبر يهتف الشعب هتافاً عالياً، ومن أعلى الجدران يرمون في طريق المنتصر سعف النخل الذي يلوحون به

وأخيراً يظهر فرعون.

بعض الكهنة يضعون البخور على الفحم المتقد في كوب صغير من البرنز، له يد على هيئة صولجان ومن الناحية الأخرى ينتهي برأس حيوان مقدس، ويسيرون باحترام بينما الدخان المعطر الأزرق يصعد إلى أنف المنتصر الجالس في هيئة من لا ينتبه إلى هذه التشريفات كأنه إله من البرنز أو البازلت

اثنا عشر رئيساً حربياً يغطي رؤوسهم خوذات خفيفة، عليها ريش نعام، أنصافهم العليا عارية، والسفلى يغطيها منطق ذو ثنيات عريضة، ويضعون أمامهم تروسهم معلقة بأحزمتهم، هؤلاء يحملون نوعاً من الهوادج عليه عرش فرعون، وهو كرسي له أذرع وأرجل على هيئة الأسد، وله ظهر مرتفع، وعليه حشية عالية، وقد زين جانبه بشبكة من الورد الأحمر والأزرق، وذهبت يدا العرش وأرجله وجوانبه، أما الأماكن التي خلت من التذهيب فيملؤها ألوان زاهية

وعلى كل جانب من المحمل يحرك أربعة رجال مراوح ثقيلة من الريش على شكل نصف

<<  <  ج:
ص:  >  >>