بساطة النسب الثابتة في التراكيب الذرية - كشف (جاي ليساك) - عدد (أفوجادرو) - معلومات عددية عن الذرة - دورية (ماندلييف) - عمل ماندلييف في الكشف عن العناصر يشبه عمل:(ليفيرييه)(وكلايد تومباوج) في الكشف عن الكواكب الجديدة.
كان لا بد لنا ونحن نذكر قصة العلوم والطَّفرة التي حدثت في العالم في المائة والخمسين سنة الأخيرة، تلك الطفرة التي لا يمكن أن يتكهن أحد بمدى ما تبلغه من التقدم، أن نورد تلك الخطوة الموفقة للعالم الإنجليزي الكبير (دالتون) صاحب الفرض الذري، ذلك الفرض الذي مهد له العالم الفرنسي (بروست) الذي لاحظ وجود نسب ثابتة بين العناصر عند اتحادها. ومن العدل قبل أن نعطي القارئ صورة مما أفاده العلماء من هذه الحالة الجديدة أن نذكر أن (دالتون) لم يستفد من ملاحظات (بروست) فحسب، بل أيضاً من تجارب فريق من العلماء، تجارب كان لها أثر كبير في تدعيم الفكرة الذرية عنده، ولا مشاحة في أن لتجارب التي لا ندخل في تفاصيلها، أثراً عند (دالتون) للوصول إلى الفكرة الذرية التي كان من المحال بدونها أن نشهد هذا العهد من التقدم العلمي، وأن نلحظ هذه الدعامة الكبرى التي قامت عليها العلوم الكيميائية، فاتخذت في جوهرها وتفاصيلها طريقاً يختلف منذ (دالتون) عن الطريق المموج الذي انتحاه كيميائيو القرون الوسطى.
ومن الفائدة أن نذكر القارئ مرة أخرى بمنشأ الفكرة الذرية التي نشأت عندما أراد العلماء التفريق بين المزج الطبيعي والاتحاد الكيميائي. ففي الأول تمتزج مادتان بأية نسبة نريدها، وفي الثاني تتحد مادتان بنسبة محددة، وقد سبق أن قدمنا أنه للحصول على الماء من الأكسيجين والهيدروجين لا بد من مراعاة نسبة بينهما معينة، فإنه لا يتحد إلا وزن معين من أحدهما مع وزن معين من الآخر. هذه الحوادث وأمثالها أدت بدالتون إلى كشف قانون النسب الثابتة الذي كان الأساس في النظرية الذرية، وفي التعرف على شخصية الذرة.
على أن أهم ما في قانون النسب الثابتة لدالتون هو أن هذه النسب بسيطة وواقعة بين العددين ١ و ٤ على أكثر تقدير بمعنى أن العناصر تتحد بنسب بسيطة واقعة بين ١ و ١