إلى ١ و ٤. ولا نزاع أنه كان من حسن الحظ إن كان الاتحاد الكيميائي وفق نسب محدودة لا تتجاوز أربعة أضعاف، إذ لو كانت هذه النسب مرتفعة بأن تتحد مادتان بنسبة ١ إلى ٢٠٠ أو ١ إلى ١٠٠٠. لاختلاط الأمر على دالتون، ولشق على هذا العالم أن يجد خلال هذا النوع من الأبحاث الفكرة الذرية.
على أن النسب المرتفعة لم تُكشف إلا بعد مدة كبيرة عندما اكتُشفت في المركبات العضوية في زمن كانت الذرية قد تدعمت وأصبحت من الحقائق العلمية المسطورة التي يتناقلها العلماء ويتعمق في تطبيقها الباحثون.
لم يقف التقدم العلمي الخاص بالذرة على اكتشاف (دالتون)(١٨٠٧). فقد كشف العالمان جاي ليساك - ١٨٠٥ وإسكندر دي أن هذه النسب البسيطة الموجودة عند اتحاد العناصر بعضها ببعض لا تخص الأوزان فحسب، بل إن ثمة نسباً ثابتة موجودة في الغازات بين أحجامها أيضاً بمعنى أن غازين مختلفين لا يتحدان فقط بنسب ثابتة في الوزن، بل بنسب ثابتة في الحجم - هذا القانون لجاي ليساك صادف حرباً عواناً من جانب العالم دالتون ولكنه أدى إلى كشف حقيقة جديدة إذ قرر أفوجادرو أن في الأحجام المتساوية تحوي الغازات عدداً واحداً من الجزيئات، حقيقة أود أن يتأملها القارئ قليلاً ويتأمل بساطتها وعظمة ما تحمله في طياتها من أعجب ما نعرفه من حقائق الكون
هذا الكشف حدد عدد الذرات المتحدة بعضها مع بعض، إذ عندما ذكرنا أن جرامين من الهيدروجين يتحدان مع ١٦ جراماً من الأكسيجين ليتكون منهما الماء، أدرك بروست وفينزل وريشتر ودالتون وغيرهم أن ثمة عدداً معيناً من ذرات الهيدروجين اتحدت مع عدد معين من ذرات الأكسجين، ولكن هذه النسبة الثابتة في الأوزان لا تكشف هل اتحدت ذرة واحدة من الأكسيجين مع ذرة واحدة من الهيدروجين أو اتحدت ذرة واحدة من الأكسيجين مع ذرتين من الهيدروجين. ولكن عندما نعرف ما كشفه أفوجادرو من أن في الحجم الواحد يوجد العدد ذاته من الجزيئات، وعندما نعرف وزني حجمين متساويين من الغازين المتقدمين، يمكننا أن نعرف أمراً مؤكداً اليوم وهو أن ذرتين اثنتين من الهيدروجين اتحدتا مع ذرة واحدة من الأوكسجين ليكونا ذرة من الماء. هذا التحديد الذي كان لجاي ليساك وأفوجادرو الفضل الأكبر فيه كان الخطوة الثانية بعد عمل دالتون العظيم. بعد ذلك حسب