للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

التشريع الإسلامي الدائم والمؤقت

كتب صديقي الأستاذ الجليل الشيخ محمود شلتوت مقالاً في عدد الرسالة الممتاز تحت هذا العنوان (الهجرة وشخصيات الرسول) وليس المهم في هذا المقال تقسيم شخصيات الرسول، فذلك أمر يعرفه كل العلماء، وإنما المهم والجديد في هذا المقال ما جاء فيه من توزيع أحكام الشريعة الإسلامية على تلك الشخصيات، ومن جعل التشريع الدائم والمؤقت تابعاً لهذه الاعتبارات، وهذا أمر جديد لم يظهر إلا في عصرنا. وإذا أمكن الاتفاق عليه بيننا أمكن حل مشاكلنا التشريعية، وزالت أكبر عقبة في سبيل وضع تشريع إسلامي يفي بحاجات المسلمين في هذا العصر، ولا يمكن أحداً أن يوجه إليه أي طعن.

وخلاصة ما يرمي إليه هذا المقال أن الذي يعد شرعاً دائماً هو ما يرجع إلى شخصية الرسول من العقائد وأصول الأخلاق والعبادات، وما عدا ذلك مما يرجع إلى شخصية الإمام أو المفتي أو القاضي فليس بشرع دائم، وإنما هو شرع مؤقت يمكن أن يتأثر بالاجتهاد، وأن يترك العمل به لسبب من الأسباب. على أن لي فيه رأياً آخر لا أبديه الآن، لأنا نريد الإصلاح من أي سبيل ينتهي بنا إليه، ويحقق رغبتنا في رفع شأن هذه الشريعة الغراء.

(عالم)

أين علقمة وعبيد بين شعراء الجاهليين

أراد الأستاذ عبد المتعال الصعيدي في مقال له عن الشعر الجاهلي (بالعدد ٤٥٤ من الرسالة)، أن يدحض آراء بعض أدبائنا المعاصرين ممن يشكُّون في نسبة هذا الشعر إلى أصحابه؛ ويزعمون أن بلوغه هذا الحد من الكمال والإتقان مما يخالف سنّة النشوء والارتقاء

وقد رأى - في صدد ذلك - أن يثبت وجود نوع من الشعر السقيم المختل الأوزان، يعتدُّه الخطوة أو الخطوات الأولى التي مهدت السبيل إلى ظهور هذا الشعر القوي الناضج الذي انتهى إلينا من أدب الجاهليين. ووقع اختياره على عبيد بن الأبرص كنموذج للشعراء المتخلفين، أو أصحاب الفطر السقيمة ممن سبقوا بوجودهم أرباب الشعر الرصين، وضرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>