يشتهر المصريون بفضيلة الحب البنوي. وقد سبق أن ذكرت الاحترام الظاهر الذي يؤديه الولد إلى والديه. ويظهر المصريون أيضاَ احتراماَ زائداَ للمسنين وبخاصة المشهورين بالتقي والعلم. ويعتبر حب المصرين لوطنهم وعلى الأخص مسكنهم صفة بارزة أخرى في طباعهم. ويخشى المصريون على العموم هجر مسقط رأسهم. وقد سمعت الكثيرين يقررون السفر إلى الخارج بغية كسب عظيم ولكن عزمهم يفتر عند ما يقترب موعد السفر. وقد خخف أخيرا من حدة هذا الشعور ما يعانيه البعض من شدة الظلم. ولا شك أن هذا الشعور نشأ إلى درجة عظيمة من جهل الناس لحالة البلاد الأجنبية وسكانها. وقد سمعت البعض يدلل على حب المصريين العجيب لمسقط رأسهم بأنه يندر أن ترضى امرأة أو فتاة، أو يسمح والدها، بالاقتران بمن لا يعد بالبقاء في مدينتها أو بلدتها. ولكني أظن أن الأحجام عن ترك المواطن في هذه الحالة ينتج من خوف المرأة أن تفتقر إلى حماية أهلها. ويتعلق البدو بصحراواتهم ويحتقرون الحضريين والفلاحين ولكن الكثيرين منهم يميلون إلى الاستقرار على شواطئ النيل الخصبة أيضاَ. ومع أن المصريين من نسل البدو إلى حد كبير فهم لا يشابهونهم في حب الصحراء وأن شابهوهم في حب الوطن. وتزود الرحلة إلى الصحراء من يقوم بها من المصريين بقصص مطنبة في المتاعب والمجازفات والعجائب التي يعرفون بروايتها إلى مواطنيهم ذوي الخبرة القليلة
يعم الكسل جميع طبقات المصريين ما عدا الذين يضطرون إلى كسب حياتهم بالأشغال اليدوية الشاقة. وهذا الكسل نتيجة المناخ وخصوبة الأرض. ويبذل العامل بالآلات أيضاَ بالرغم من شدة طمعه في الربح يومين في عمل يستطيع بسهولة إنجازه في يوم، ويهمل اكثر الأعمال ربحاَ ليصرف وقته في التدخين. غير أن البواب والسائس الذي يجري أمام