أو مبدأ التغير، أو قانون العلة والمعلول. ومفاده أن كل شيء في العالم الواقعي المتغير فهو حلقة في سلسلة العلل والمعلولات، وخاضع إذاً للجبرية المطلقة. وسلسلة العلل أزلية أبدية، بمعنى إنها تمتد إلى الماضي اللامتناهي، وإلى المستقبل اللا متناهي. والعلة تسبق المعلول بالضرورة، فلا مجال لتبادلها الأثر في وقت واحد. وهناك ثلاثة أنواع من العلل؛ وهي (العلة) بمعناها الضيق، وتسود التغيرات الميكانيكية واللا عضوية، و (الحافز) أو المهيج الذي يتحكم في الحياة النباتية عند النباتات والحيوانات (كالهضم والدورة الدموية عند الحيوان والإنسان مثلاً)، و (الباعث)، وهو يسيطر على الأفعال المقودة بالإدراك والشعور عند الحيوان والإنسان.
٢ - مبدأ المعرفة:
يتحكم هذا المبدأ في تصوراتنا وأحكامنا. وقوة التصورات هي (العقل) الذي يختص به الإنسان، بينما (الذهن) مشترك بين الإنسان والحيوان. والتصورات أو المجردات تتوقف على المدركات أو العيانات، والتصور قد يحيل على تصور آخر، وهذا على آخر مثله، ولكن سلسلة الأفكار المجردة لا بد من أن تقف عند عيانٍ، ويكون هذا هو السبب الكافي للتصور الذي يتوقف عليه مباشرةً؛ كما أن هذا التصور هو الأساس الكافي للتصور الذي يتوقف عليه، أي الذي هو أكثر منه تجريداً. وهناك أربعة قوانين منطقة علياً، هي قانون الذاتية، وقانون التناقض، وقانون الثالث المرفوع، وقانون السبب الكافي للمعرفة.
٣ - مبدأ الوجود:
أو مبدأ المكان والزمان. ونحن لا نستطيع أن نتصور العالم الواقعي موجوداً إلا في الزمان