للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

الثقافة والسياسة في السودان:

اتصل حديث الثقافة المصرية في السودان بحديث السياسة هناك، وأخذ هذا الحديث المتصل مكانه في الصدارة من المسائل العامة التي تهتم بها الدولة والرأي العام في هذه الأيام، فلم تكتف حكومة السودان الإنجليزية بمنع البعثة الثقافية المصرية ومراقب التعليم المصري من الدخول إلى السودان، بل أرادت إبعاد مدرس مصري في مدرسة الملك فاروق بالخرطوم لأنه أرسل برقية إلى رئيس الوزراء تضمنت كلمة (الجهاد)! وقالت الأنباء الأخيرة إن المسألة سويت بعد أن تعهد المدرس بعدم الاشتغال بالسياسة.

ولن يستطيع هذا المدرس ولا أي مدرس مصري آخر في السودان أن يتجنب الاشتغال بالسياسة. . السياسة التي تقلق بال الإنجليز في السودان، وهي العمل على وحدة الوادي وإبراز الروابط بين شماله وجنوبه وإحكامها، ولا يوثق هذا الربط مثل الثقافة العربية الإسلامية التي يشعر سكان الوادي جميعاً بأنهم يرضعونها من ثدي واحد.

والأساتذة المصريون الذين يذهبون إلى السودان هم رسل هذه الثقافة، ولذلك يجزع منهم المحتلون ويترقبون الفرص للتخلص منهم.

ولكن ألا يحسن تجنب السياسة التي يستطاع إمساكها بأطراف الأصابع، أو بعبارة أخرى الأمور التي تؤول بأنها سياسة والتي تفتح منها الأبواب إلى المؤاخذة والتعنت؟ وفي المهمة الثقافية مجال لخدمة الوطن، حتى إذا أراد المتعنت بعد ذلك شيئاً كان تعنته أظهر، مع كسبنا بالعمل المجدي في الحقل المخصب، ومع كسب ثقة المخدوعين لإصلاحهم وهدايتهم للسير في ركب الوادي الموحد.

الغزل السياسي:

نشرت (الأهرام) أبياتاً للأستاذ محمد الأسمر تحت عنوان (الغزل السياسي - إليها) قال فيها:

ما للمليحة غضبى وهي ظالمة ... لا تعرف العدل في فعل ولا كلم

أبعدما سلبتني كل ما ملكت ... يدي أكون لديها موضع التهم

وقال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>