[أين الطريق؟]
(إلى أبي وأمي أسوق الحديث)
للأستاذ علي شرف الدين
ملَّ الرَّحيلَ معفَّرٌ أودَى به حظٌّ الأديبِ
لم يَبْلُغ الأملَ البَعيدَ، فمالَ لليأس القريبِ
سِيَّان يا شمْسي، أنيرِي لي حَياتِيَ أوْ فَغِيبي
وخُذِي من الأفلاكُ برْحَ السَّعدِ أو بُرْجَ الخُطوب
لن تشهدي مني السرورَ على الشروق، ولا البكاءَ على الغروب
وترفَّقي كبِدِي - إذا أخْفَقتُ يوماً - أو فَذُوبي
نَفَّضْتُ كفَّى من حَياةٍ - بعد تجْريبي - كَذُوبِ
وعًدتْ، وما برَّتْ، فكانَ الوعْدُ كالبرق الخَلوبِ
وسئمتُ من ليْلَ الشَّبيبِة، وانتظرْتُ سَنَا المشيب
وتمرَّدتْ نَفْسي زماناً، ثمَّ ثابتْ من لُغُوب
مات الشُّعورُ بها، فما أنا بالحزينِ، ولا الطّروب
لا يَلْمَحُ الرائي بها سخط المُشِيحِ، ولا القَطوب
إلاً بَقايا مأتمِ في الوجْهِ يبُديه شُحوبي
أشلاءُ آمال تلوحُ كأنها صَرْعى الحُروب
وجِراحُ أنَّاتٍ تلاشتْ، واندمَلْنَ على نُدوب
ورفات آهاتِ تضمَّن قبرَها صدْر الغُيوب
وقناةُ دمعٍ، لم تزلْ بالخدِّ من عهْدِ النحيبِ
وحنين قلبِ مُلْجَم الدْقَّاتِ، مكبوحِ الوجيب
نزَّاعِ شجٍو، دونه في ناره شجوُ الغَريب
وقصيدُ عُمْرِ، داميَ الأوزانِ مجروحَ الضُّروب
سِفْرٌ من الحِكم الغوالي، هُنَّ فلسفةُ الكروب
أُمِّي، أبي، أدْعو، وعند كلِيْكما خير المجيب