في (النفح): كان إبراهيم بن الفخار اليهودي قد تمكن عند الأذفنش ملك طليطلة النصراني، وصيره سفيراً بينه وبين ملوك المغرب، وكان عارفاً بالمنطق والشعر. قال إبراهيم: أدخلوني إلى بستان الخليفة المستنصر، فوجدته في غاية الحسن كأنه الجنة، ورأيت على بابه بواباً في غاية القبح. فلما سألني الوزير عن حال فرجتي قلت: رأيت الجنة إلا أني سمعت أن الجنة يكون على بابها رضوان، وهذه على بابها مالك. . . فضحك وأخبر الخليفة بما جرى، فقال: قل له: إنا قصدنا ذلك، فلو كان رضوان عليها بواباً لخشينا أن يرده عنها، ويقول له ليس هذا موضعك، ولما كان هناك مالك أدخله فيها، وهو لا يدري ما وراءه، ويخيل إليه أنها جهنم. . . فلما أعلمني الوزير بذلك قلت (الله أعلم حيث يجعل رسالاته)!