للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عهد جديد للأزهر]

للدكتور محمد يوسف موسى

الحمد لله! ذلك ما كنا نبغي، شيخ للأزهر له فكرة واضحة ناضجة عن الإصلاح، ويقبل المنصب الثقيل التبعات لتنفيذ هذه الفكرة، ويجمع إلى الجلالة في العلم الاستقلال في الرأي، ومن ثم لنا أن ننتظر بحق من أستاذنا الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم الخير الكثير للأزهر والإسلام، مادام متمتعا - إلى ما ذكرنا - بتأييد مولانا جلالة الملك، وتقدير الحكومة وعونها.

وهذه الاتجاهات الإصلاحية التي طالعتنا بها الصحف، والتي استوحاها فضيلته من التوجيهات الملكية السامية الحكيمة يوافقه فيها الأزهريون جميعا بلا ريب، ففيها خلاصة ما يرجوه كل محب للأزهر وإصلاحه، وليس لنا ما نزيده عليها إلا بعض التفاصيل.

ذلك بأننا نستطيع أن نقول بأن رسالة الأزهر في رأينا ذات نواح خمس:

١ - ناحية دينية بالعمل على فهم الدين فهما عميقا، وتنقيته مما أضافه إليه الزمن مما ليس منه، ثم تجليته (عقيدة وتشريعا وأخلاقا) للناس جميعا في الشرق والغرب باللغة العربية واللغات الأجنبية، وهذا الواجب الذي يجب أن نضطلع به مراقبة البحوث الفنية.

٢ - ناحية خلقية، بصيانة الأمة من الانحلال الخلقي، وتثبيت الخلق الصالح بالقدوة الطيبة، وهذا ما لا يكون إلا إذا أخذنا أنفسنا، ومن نلي أمورهم من الناشئة، بالمثل العليا والإقبال على المعنويات.

٣ - ناحية علمية، بالعمل على نشر عيون التراث الإسلامي والإفادة منه، ومما يضاف إليه من المعارف الحديثة، في صوغ عقول النشء وتوجيههم للخير والحق والجمال في القول والعمل.

٤ - والأزهر، يعد هذا، هو رباط ما بين الشعوب الإسلامية والمركز الثقافي الإسلامي الأكبر الذي يفد إليه كل عام الآلاف من البلاد الإسلامية، لذلك يكون من رسالته العمل على أن يفيد هؤلاء الوافدون إليه أكبر فائدة، حتى يكونوا متى انقلبوا إلى بلادهم رسل خير وصلاح، وسفراء لمصر والإسلام أينما وجدوا؛ وهذا لا يكون إلا بالعناية بإصلاح مراقبة البعوث الإسلامية إصلاحا جادا، وتعرف حاضر العالم الإسلامي بلدا بلدا، ليكون من

<<  <  ج:
ص:  >  >>