[السينما والعلوم]
لم يقف نشاط الفن السينمائي عند إخراج الروايات والقطع التاريخية
والأجتماعية، ولكنه أتجه في العصر الخير أيضاً إلى الناحية العملية
فأخرجت عدة شرائط مصورة عن حياة الحيوان والنبات وعن كثير
من الصناعات الدقيقة، والآن تخطو السينما خطوة أخرى في هذه
الناحية، فقد بدأت منذ حين تخرج لنا سير أقطاب العلم في شرائط
مصورة تمثل حياتهم واكتشافاتهم العلمية، وكان أول شريط من هذا
النوع شريطاً يمثل حياة الطبيب العلامة الفرنسي لوي باستور الذي
أكتشف عدداً كبيراً من الجراثيم، وساعدت تجاربه واكتشافاته العملية
على تقدم الطب تقدماً عظيماً، وكان نجاح هذا الشريط عظيماً، إذ يقدم
عن حياة باستور صورة مطابقة مؤثرة. وتلا ذلك إخراج شريط آخر
عن حياة فلورانس نيتنجيل المصلحة الإنسانية، ومنظمة المستشفيات
الشهيرة. والآن تفكر إحدى الشركات الأمريكية السينمائية في إخراج
شريط علمي جديد يمثل حياة العلامة والمخترع السويدي الشهير ألفريد
نوبل؛ ونوبل كما هو معروف مخترع الدينامت الحديث، ولكنه أشتهر
بمأثرة إنسانية أخرى هي وقفه أمواله الطائلة على منح جوائز نوبل
الشهيرة للآداب والعلوم والأعمال السلمية، وهي تعتبر أعظم الجوائز
الدولية في هذا الميدان، ولم يعرف حتى اليوم من هو الممثل الذي
سيقوم بدور المخترع الشهير، ولكن الشركة التي تعنى بإخراج هذا
الشريط وهي شركة كولومبيا ستبذل كل جهودها لتحقق لهذا الشريط
العلمي الجديد نجاحاً باهراً. وهكذا تعاون السينما في تاريخ العلم