(ولد شيكسبير في أبريل عام ١٥٦٤، وتوفى في أبريل عام ١٦١٦؛ وفي ذكر ميلاده وموته نكتب هذا الكلمة الطريفة تحية للشاعر العظيم في قبره)
توطئة
ظلت المسرحيات الخالدة المنسوبة إلى وليم شيكسبير، شغل العلماء والأدباء والباحثين، قرابة قرن من الزمان، في ناحية واحدة، لأن العالم شغل بها منذ أن وجدت، من نواحيها الأخرى
فلم يكن شاغلهم هذا القرن إذن هو قوتها الخارقة، فلا يختلف اثنان في عبقرية كاتبها وقوته التي لا تجاري، والذي يقدم على بحثها يتهيبها قبل الإقدام على دراستها وفهمها، وشيكسبير علم: أي مادة قائمة بذاتها تدرس في المدارس الإنجليزية جميعاً، ابتدائيها وعاليها
حتى فن (السينما)، على ما بلغه من شأو عظيم في الإخراج والحيل الخارقة للطبيعة نفسها، يتهيب الإقدام على هذه المسرحيات لإعدادها للسينما، وقد أخرجت السينما روايتين من مسرحياته، هما: حلم ليلة صيف، وروميو وجولييت. وقد بلغت الأخيرة من الجودة والإتقان في الإخراج حدا كبيراً. أما حلم نصف الليلة فقد سقطت في الإخراج، ولهذا ينظر فن السينما إلى أعمال شيكسبير خجلاً!
وهاتان المسرحيتان ليستا من أحسن أعمال شيكسبير، فماذا تكون النتيجة لو أقدم فن السينما على إخراج بعض مسرحياته الممتازة مثل مكبث، والملك لير، وعطيل، وسمبلين، ويوليوس قيصر، والعاصفة، وكما تريد؟
خذ مثلاً كاتباً مسرحياً آخر، هو برناردشو، فقد اعترف بنفسه أن فيلم (بجماليون) المأخوذ عن مسرحيته التي تحمل هذا الاسم، بلغ درجة من النجاح لم تبلغها المسرحية على المسرح. . .
وقل مثل هذا في فيلم (ميجور باربارا) المأخوذ عن مسرحيته بهذا الاسم، فقد نجح نجاحاً