وقد عادت (السينما) إلى أعمال شيكسبير في محاولة أخرى، هي مسرحية هنري الخامس، تخرجها بالألوان الطبيعية، وهي محاولة جدية عساها تنجح!
أما أن أعمال شيكسبير شغلت العلماء والباحثين قرابة قرن من الزمان، فلم يكن مبعثها قوتها وعظمتها، ولكنه البحث في حقيقة كاتبها ومنشئها، وهل هو الممثل المغمور وليم شيكسبير، أم
هو شخص غيره؟
وقد ظهرت كتب عديدة في هذا الموضوع، إلى جانب المئات والمئات من الكتب التي تبحث هذه الأعمال وتشرحها وتحلل عبقرية شيكسيبر. . . وعلى الرغم من قيام هذه الحرب التي تكاد تستنفد جهود الشعوب جميعاً، أفراداً وجماعات، بمن فيهم من علماء وأدباء وشعراء وصحافيين، فإن الكتابة عن شيكسيبر لم تنقطع عاماً واحداً. . . ومن الكتب التي ظهرت عنه أخيراً - في نحو عام سابق من هذا التاريخ - كتاب للأستاذ هسكث بيرسون عن حياة شيكسيبر، وقد قال عنه برناردشو إنه عمل طيب لم يقرأ له نظيراً في التراجم القديمة التي وصفت عن المترجم له العظيم. . .
وكتاب ثان بقلم الدكتور تليارد عنوانه صورة عالم اليزابث، وآخر بعنوان طوالع فولستاف للأستاذ دوفر وليم
والكتاب الثاني يختص شيكسبير بالقسم الأكبر منه، في كلامه عن تأثير الأدب في العالم، وعمل الكتاب والأدباء والشعراء في سبيل الإنسانية والحضارة
أما الثالث فهو يدافع عن شيكسبير من الناحية الإنسانية فيما صور به هنري الرابع في تخليه عن صديقه فولستاف، ويدافع عن إنسانية شيكسبير المتطرفة وحبه للخير العميم، ضد آراء موريس مورجان. . .
وكتاب رابع بقلم إديت ستول عنوانه مفكرة شاعر، وهو يبحث في نظم سيكسبير وقوته على التعبير البعيد البليغ
وكتاب خامس، وهو موضع حديثنا في هذا المقال، وهو من الكتب الكثيرة التي شغلت الباحثين قرناً من الزمان في تلك الناحية الواحدة، والتي يتلخص بحث العلماء والأدباء في