للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

المسرح المصري في خدمة العقيدة الوطنية

الأستاذ زكي طليمات

في العدد الفائت من الرسالة، عقب الأستاذ علي متولي صلاح، على فصل لي نشرته هذه المجلة تحت هذا العنوان، وهو بحث أقمت فيه موازنة عابرة بين مذهبين دوارين من مذاهب الأدب والفن (وهما مذهبا الأدب والفن) أو الفن والأدب، في برجهما العاجي، ثم الأدب والفن وقد عالجا ما يستبد بتفكير الناس في فترة عصيبة من فترات الزمن.

أتيت هذا لأخلص إلى تسجيل وجهة نظري في هذه القضية التي ما زال رحابها يتسع للمتناقض من الأحكام وللمتعارض من وجهات النظر، ابتغاء أن أمهد لإخراجي مسرحية (دنشواي الحمراء) التي قدمتها (فرقة المسرح المصري الحديث) وهي مسرحية من صميم (الأدب الملتزم) الذي يستأثر بنفوس الجمهور في هذه الآونة.

وقد حرصت ألا أتعرض لمناقشة ما يسوقه كل فريق في المنافحة عن كل من هذين المذهبين، إرادة أن أنفذ إلى ما أردت من ذلك الفضل، وبغية أن أقول، ولكن بطريق غير مباشر، أن ليس هناك أدب للأدب، وأدب لغير الأدب، وإنما هناك أدب رفيع وفن رفيع، وأدب رخيص وفن تافه، وذلك باعتبار أن الأدب أو الفن إنما هو هزة وانفعال. ومأتى التجويد فيهما والابتداع إنما يرجع إلى امتلاء الأديب أو الفنان بما هزه في أصلابه وامتلاءت به أوصاله، ثم إلى قدرته على معالجة هذا معالجة إنسانية سليمة وطريفة في وسائل أدائها.

وقد جاء تعقيب الأستاذ صلاح على ما ذكرت ذا شعبتين، ويكاد ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يدور حول هذه القضية. والقسم الآخر يعالج موضوعا جديدا إذ يدور حول موقف المسرح المصري من هذين المذهبين.

وحرصا على أن يفيدا القارئ، ودفعا للبس وتقويما للانحراف أعقب بدوري على ما كتبه الأستاذ صلاح، ولكن في إيجاز.

(١) الموازنة التي أقمتها حول الأدب والفن في مذهبيهما المتعارضين ما زالت قائمة. وليست من فضول القول كما يزعم الأستاذ صلاح، لأنها تعالج أسلوبين من أساليب التعبير

<<  <  ج:
ص:  >  >>