إننا نجد شلر في تصادمه مع مواطنيه المثل الأعلى في سموه الخلقي، وهذا السمو هو الرابطة الوحيدة التي كانت تشده بمجتمع زمانه، وقد اظهر كل النبل مع أعدائه وأصدقائه على حد سواء، وعلى انه لم يدخل قط في مجادلات وترهات عصره، وبالرغم من مشاهدته واسفه على إسفافالأدب في زمنه لم يشهد حربا مكشوفة عليه وإنما يلمح إلى ذلك عن بعد كما هي الحال في كتابات (متون) ولذا نراه لا يتطرق إلا إلى السماء عدد قليل من معاصريه، لأنه لم يقصد الناس في هجومه وإنما كان يقصد الأفكار المعوجة والآراء الفجة. وفي كتابه (دراسة عن برغر) - هذا الكتاب الذي أسهب الناس فما الحديث عنه وعلقوا عليه شتى التعليقات، والذيانزل اشد الضربات في الشاعر المسكين (برغل) إلا أن شلر لم يقصد منه إثارة أي عداء ضد برغر - بل على العكس حاول أن يظهر فيه احترامه لفن الشاعر وتجربةلفهمه، لأنه لم يعن بالمنازعة مع برغر أو اي شخص آخر لم يقصد أي كسب رضا الجمهور، وقد كان حائزاً عليه بدرجة عالية لأنه لم يقدر هذا الرضا الجمهور، وقد قال في المعنى في فقرة جلية يعرفها قراء الإنجليز (إن الفنان في لحقيقة هو ابن عصره، لكن وارحمتاه له أن هو اصبح تلميذ هذا الفكر، فخير له لو اختطفته يد إحدى الآلهة وهولا يزال رضيعاً من حضن أمه لتربية في عصر آخر احسن فيشب ويبلغ مبلغ الرجال تحت سماء الإغريق القصية، وحالما يدرك هذا المبلغ فله أن يرجع إلى بلاده غريباً في سيمائه ليس ليسرها بوجود، بل يطهرها كأحد أبناء اغاممنون المرعبين) وعلى كل، فشلر لم يكن عنده اثر من آثار الغرور أو حتى الكبرياء لان شعوره الذاتي المتواضع كان أهم ميزة من ميزات عبقريته التي كانت ضمنية غير ظاهرة عليه، فلم يكن للمقت أو للغضب محل في نفسه اللهمإلا ضد الخرافات والإسفاف، وعنده تصبح الكراهية شيئا مقدسا، كما أن الزهو العاتي لم يكن له اثر في نظرته، أما تجهمه فكان يشبه تجهم أبولو