للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

عهد جديد:

يوم القيامة - مايسة

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

١ - يوم القيامة

منذ أنشئت الفرقة القومية وهي تعد الناس بأنها ستقدم لهم في يوم من الأيام أوبرا أو أوبريت، ولكنها لم تبر بوعدها هذا إلا اليوم فقط، ويقال إنها كانت مترددة إلى حد كبير في البر بوعدها هذا؛ ويقال إن عمر جميعي لاقى صعوبات جمة حتى استطاع أن يقنع ولاة الأمور في الفرقة وفي وزارة المعارف بأن إخراج الأوبرا أو الأوبريت شيء لا خطر فيه ولا خوف منه؛ ويقال إن هذه الصعوبات لم تزلل إلا بعد أن كتبت تقارير، وألفت لجان، وعرضت أبحاث، وتبدت وجهات مختلفة للنظر، وتضاربت وجهات النظر المختلفة هذه تضارباً حكومياً ممتازاً. . . ثم انتهى الأمر أخيراً بأن قال ولاة الأمور: لا بأس في أن نجرب هذا النوع لعله يفتح للفرقة فتحاً جديداً، ولعله يقربها من الجمهور تقريباً. . .

ولقد كان. . . وأذن الله سبحانه وتعالى لنا بأن نسمع من الفرقة القومية ألحاناً. . .

القصة:

قال الوالي للأهالي: إن يوم القيامة سيقوم يوم الجمعة المقبل فحزن الذين لهم بسمت الدنيا، وفرح الذين كشرت لهم الدنيا عن أنيابها، وتصدق كثيرون بأموالهم، وفزع كثيرون على أرواحهم وارتبكت سوق التجارة، وانخفضت أسعار الحاجات، وزهد الناس في الدنيا، واستغلها الوالي فرصة فجمع الأموال واكتنز الذهب. ثم جاء يوم الجمعة الموعود فلم تقم القيامة ولم ينفخ في الصور ولم تزلزل الأرض زلزالها، ولم تخرج أثقالها، ولم يقل الإنسان ما لها بل قال الناس: ما للإشاعة المزعجة لم تتحقق؟ وقال الأغنياء: ما لنا وزعنا أموالنا؟ وقال الفقراء. يا خيبتنا في رجائنا، ويا مرارة عودتنا إلى بؤسنا وشقائنا. . . ثم هاج الناس، وكان في البلد شيخ مجذوب فضح الوالي وقاد الثور عليه

هذه هي الناحية التاريخية من القصة، وقد دس المؤلف فيها قصة أخرى غرامية ليحليها بها

<<  <  ج:
ص:  >  >>