ويزخرفها، فابتدع عاشقاً ومعشوقة وزواجاً وزفافاً يشبع به شغف الذين لا يطيقون أن يظلوا الساعات يشاهدون قصة ولا يرون فيها امرأة. . .
ولست أريد أن أعرض للرواية من الناحية التاريخية فأبحث وراءها لأخرج من البحث بحكم عن صدقها أو كذبها، فهذا أمر أدعه للمؤرخين والباحثين والقارئين والمطلعين، وفي الصف الأول منهم أستاذي الدكتور زكي مبارك الذي قال لي إن في القصة غلطة تاريخية، وإنه سيدحضها
فليدحضها أو لا يدحضها، فأنا لا يعنيني من القصة شيء أكثر من اللذة الفنية التي أستمتع بها حين مشاهدتها، ولست أنكر أني ذقت لذة فنية سائغة في يوم القيامة، فموضوعها كما رأيت طريف، وحوادثها كما رأيت شاذة، وتأليفها لبق ولذيذ. وهذا كله من نعم الله التي لا أحب أن أتلفها على نفسي بمراجعة التاريخ وأسانيده
الإخراج!
قلت في الأسبوع الماضي إن عمر جميعي أجهد نفسه، وأجهد الممثلين معه إجهاداً مضنياً في إخراج هذه القصة، وأقول اليوم إن هذا الإجهاد قد أثمر ثمرته
وإني أعتقد أن الأوبريت الثانية ستكون أبهى من هذه بإذن الله، وأن الثالثة ستكون أبهى من الثانية، وإن أملي في عمر أمل كبير، وقد يكفيه فخراً أنه كان يسأل كل من يتصل به عما يستطيع أن يبديه له من الملحوظات وعما يمكن أن يدلي به إليه من الاقتراحات، مع أنه يعلم أن هذا السؤال قد يؤول تأويلاً سيئاً، ولكنه أعرض عن هذه الأوهام لأنه أراد أن ينجح، وقد نجح، ومادام متلهفاً إلى النجاح هكذا فسينجح أكثر مما نجح وأكثر
التمثيل
لم يشترك في تمثيل هذه القصة من فحول الفرقة القومية إلا اثنان أو ثلاثة ومع هذا فقد سرت في الرواية من أولها إلى آخرها حيوية ملحوظة كان سببها أن الممثلين والممثلات الناشئين الذين أسند المخرج أدوار الرواية إليهم طاوعوه بقدر ما استطاعوا المطاوعة، وقد نتج عن هذه المطاوعة أن توحدت روح التمثيل بين الممثلين، فلم يكن فيهم من أراد أن يبرز على غيره، ولا من أراد أن يشذ