-. . . ما قلة الحياء هذه؟ أنداء هذا تنادينني به في الشارع؟
- وماذا أيضاً في هذه النداء يغضبك؟ إنه النداء الذي كان لابد أن تلبيه. وقد لبيته
- ومن أين جاءك هذا التأكيد؟ هل جاءك أني تسميت أخيراً (هشت)؟ أليس لي أسم تنادينني به؟
- ومن أين جاءك هذا الاسم؟
- سماني به أبي. . . ثقلت عليك الثواقل. . . ألست تعرف أن لي اسماً؟
- أعرف أنهم يطلقون عليك لفظاً يعلمونك به بين سائر الناس، وأعرف أيضاً أنك رضيت بهذا الاسم وسكت عنه ولم تعارضي فيه، ولكنني لا أذكر أنك أخذت رأيي في هذا الاسم وفي مدى صلاحه لك، وفي قيمة المؤثرات التي أنتجته، وفي تحديد ما كان من هذه المؤثرات طبيعياً، وما كان منها مصطنعاً متكلفاً. . .
- يا دين النبي! أتريد أن نعقد المفاوضات في هذا كله، ثم نتفق على هذا كله قبل أن تناديني باسمي؟ من يدريك أننا قد نقضي العمر في هذه المناقشات قبل أن نتفق على أسم كل منا، فإذا فرغنا من هذا كنا قد أفرغنا قوانا فيه فلا نستطيع بعد ذلك أن نتحدث في موضوع ما، فإذا اجتمعنا بعد ذلك قلت لك وأنا ألهث من متاعب اسمي واسمك: تشرفنا يا من الله أعلم باسمك، فتقول لي:(حفظتم)، ومن يدري فلعلك تسألني:(ومن أين جاءك أننا تشرفنا)؟
- هو هذا. فالاسم إذا لم يكن تعبيراً صادقاً عن المسمى كان اسماً كاذباً، وقد اعتاد الناس أن يسموا أبناهم عند ولادتهم وهم لا يعلمون من أمرهم شيئاً ولا من صفاتهم شيئاً فيسمون (عفيفاً) من قدر الله له أن يكون (دنيئاً) ويسمون مؤمناً من قدر الله له أن يكون (كافراً). . .