رفع حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت عضو جماعة كبار العلماء إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ورئيس جماعة كبار العلماء اقتراحاً جليل الفائدة، مبارك الآثار، يتصل بتنظيم جهود الجماعة وتوفير إنتاجها؛ وقد نظرت إلى الجماعة الموقرة في هذا الاقتراح بجلستها المنعقدة في اليوم الخامس عشر من شوال سنة ١٣٦٠ ثم قررت تأليف لجنة من بعض أعضائها لبحثه وتدبير طريق تنفيذه برياسة حضرة صاحب الفضيلة الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم
ويسرنا أن نسجل هذا الاقتراح الهام على صفحات الرسالة، لأنه دليل على اتجاه حسن طالما رجوناه ودعونا إليه
وهذا نص الاقتراح:
(إن هيئة كبار العلماء ركن مهم من أركان الإصلاح في الأزهر، بل الذروة التي يجب بلوغها منه ليعود إليه أولئك الفقهاء المحققون، والمحدثون الثقاة، والمفسرون المطلعون، واللغويون البلغاء، والمؤرخون الصادقون، وأهل الصلاح والتقى
(إن هيئة كبار العلماء هي التي يرجى منها أن تكون تاج الجامعة الأزهرية، ومن أهلها أن يكونوا أساطين العلم وحفاظ الشريعة، ومقومي لغة القرآن لتركن الضمائر الواجفة إلى علمهم، وتهدأ النفوس الراجفة بهديهم وإرشادهم، وتطمئن قلوب المؤمنين لقيامهم حفاظاً لليقين، وحراساً على شريعة النبي الأمين)
بهذه العبارات الواضحة حددت لجنة إصلاح الأزهر المؤلفة في سنة ١٩١٠ من المغفور لهما عبد الخالق ثروت باشا وأحمد فتحي زغلول باشا، وصاحب الدولة إسماعيل صدقي باشا أطال الله بقاءه، الغرض من جماعة كبار العلماء، وآمال الأمة الإسلامية فيها
ولم تزل الأمة الإسلامية ناظرة إلى هذه الجماعة الموقرة، ترقب منها أن تكون مصدر خير لها في دينها ودنياها. ترقب منها أن تعمل على إعلاء كلمة الله، ونشر ثقافة الإسلام وحياطتها بما يقويها، ويدفع عنها غائلة المعتدين. ترقب منها أن ترشدها إلى أحكام الدين النقية مما خالطها من شوائب الابتداع في عقائدها وعباداتها ونظمها ومعاملاتها