اختلف المؤرخون في أصل لفظة الماشوش وضبطها كما اختلفوا في نسبتها إلى طائفة معينة ونحلة مخصوصة. وقد نسبت هذه الليلة إلى النصارى كما نسبت إلى بعض أصحاب البدع من المسلمين، فمن هذه الملل والنحل: النصارى والفرس والساسانية والقرامطة والبابكية والصفاة والمازرية والقلم حاجية والصابئة واليزيدية والشبك والنصيرية والكاكائية، وربما نسبت إلى غير هؤلاء. وسميت عند النصارى وبعض فرق المسلمين بليلة الماشوش، وعرفت عند غيرهم بليلة الكفشة. وربما كانت هذه الليلة في الأصل فارسية ثم انتقلت إلى غيرهم من الأقوام والمذاهب.
جاء ذكر هذه الليلة في شعر أبي نواس وشعر ابن مقرب وشعر الفقيه عمر الأندلسي صاحب الموشحات، وذكرها عدد كبير من المؤرخين كالبيروني في الآثار الباقية والشابشتي في الديارات وياقوت في معجم البلدان والعمري في مسالك الأبصار وصفي الدين بن عبد المؤمن في مراصد الإطلاع والمقري في نفح الطيب والكتبي في عيون التواريخ والبغدادي في مختصر الفرق بين الفرق وغير هؤلاء الأعلام.
وأقدم من استعمل هذه اللفظة فيما وصل إلينا من النصوص التاريخية والأدبية هو أبو نواس في القصيدة البهروزية، وهذه القصيدة مثقلة بالغريب والألفاظ الفارسية والسريانية. قال في بهروز المجوسي:
حماني وصل أبناء القسوس ... نجيب الفرس بهروز المجوسي
نقي في الولادة عن مشوش ... ترخصه النصارى للقسوس
قال أبو عبد الله حمزة بن الحسن الأصفهاني جامع شعر أبي نواس وشارحه في تفسير كلمة مشوش: الماشوس لفظة سريانية، ومعناها الاجتماع، ويزعمون أن للنصارى ليلة يجتمع فيها العزاب من القسان والرهبان لافتضاض الأبكار، والفرس يسمونها شب كلعذاران (أي ليلة العذارى) ثم قال (والنصارى لا تعترف بذلك). فقد نص الأصفهاني على أن هذه الليلة للنصارى والفرس دون غيرهم من الطوائف، وسماها أبو نواس والأصفهاني (مشوش) لكن الأب أنستاس الكرملي زعم أنها ليلة (الحاشوش) بالحاء المهملة، وهذا خطأ