منه، وزعم أنها من وضع نصارى العرب، ومعناها المتألم والمفعول والمنفعل، ويشير بها إلى الجمعة التي تألم فيها المسيح أو جمعة الصلبوت، وهذا خطأ أيضاً.
وعندي أن هذه اللفظة مشتقة من الكلمة الأرمية (مشوشا) وهي اسم فاعل من الفعل (مَشْ) بمعنى مس ولمس وجس، وهذا قريب من المعنى الذي ذكره حمزة الأصفهاني من اجتماع الرجال والنساء على الفجور.
وقد أخطأ الكرملي أيضاً في قوله: أن البيروني أقدم من ذكر هذه الليلة وذلك لأن وفاة البيروني كانت في شهر رجب من سنة ٤٤٠ للهجرة، بينما كانت وفاة أبي نواس على الترجيح في سنة ٢٠٠ للهجرة، ووفاة حمزة بن الحسن الأصفهاني شارح الديوان كانت على الترجيح في سنة ٣٦٠ للهجرة لأنه ذكر في آخر ما كتبه من تأليفه وهو كتاب (سنى ملوك الأرض والأنبياء) تاريخ جمادي الآخرة من سنة ٣٥٠هـ وقال (وهو وقت الفراغ من إتمام هذا الكتاب بحمد اله وحسن توفيقه).
ولكن النصارى ينكرون وجود هذه الليلة ويدعون أن كتاب المسلمين افتروها عليهم، ونسبوها إليهم، وألصقوها بهم وهم براء منها. قال الأصفهاني (والنصارى لا تعترف بذلك) لكن حبيب زيات شاء أن ينقل هذا النص بتحريف مقصود (قال والنصارى لا تعرف بذلك).
لكن الحوادث التاريخية والروايات الكثيرة تثبت على أن للنصارى ليلة عيد يجتمع الرجال فيها بالنساء ثم يطفئون الأضوية ويستبيح الرجال النساء، وهذه هي المظان التي ورد فيها ذكر هذه الليلة.
١ - قال أبو نواس في القصيدة البهروزية:
نقي في الولادة عن مشوش ... ترخصه النصارى للقسوس
وقد مضى شرح كلمة مشوش في أول هذا الموضوع.
٢ - قال الشابشتي في الكلام على دير الخوات (دير الخوات بعكبرا وهو دير كبير عامر تسكنه نساء مترهبات. . وعيده الأحد الأول يجتمع إليه كل من يقرب إليه من النصارى والمسلمين. وفي هذا العيد ليلة الماشوش، هي ليلة تختلط فيها النساء بالرجال فلا يرد أحد يده عن شيء، ولا يرد أحد أحداً عن شيء)