للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المارد الأناني]

لأوسكار وايلد

ترجمة عبد القادر صالح

أوسكار وايلد من أبرز رجالاتِ الأدب الإنجليزي في القرن التاسع عشر، نعم في حياته يما لم ينعم به الكثيرون من مشاهير الأدب: شهرة واسعة وحسن تقدير مصحوب بالحب والإعجاب. ولكن الدهر الذي لا يستقر على حال قلب له ظهر المجن في الشطر الأخير من حياته، فقاسى من الهوان والفاقة ما حطم جناحيه، وطمس عبقريته، فمات شريداً طريداً في باريس.

ولد أوسكار وايلد من أبوين إرلنديين في سنة ١٨٥٤ في دبلن حيث قضى سني دراسته الأولى، فورث عن أبيه الدكتور (ويليام وايلد) إفراطه في الميل الجنسي، وعن أمه ميلها للفن، فقد كانت شاعرة نائرة، لها مكانتها.

أتم دراسته في أوكسفورد؛ وهنالك أعجب بالآداب اليونانية والحياة اليونانية القديمة التي أوحت إليه مذهبه في الأدب، وهو: الفن للفن. وفي أوكسفورد نما فيه ميله الجنسي الشاذ، الذي كان الصخرة التي تحطم عليها مجده

اشتهر (أوسكار) منذ أيام دراسته الأولى بطلاوة الحديث ورقة المداعبة، يعبد الجمال ويمقت القبح؛ لم يتحدث إلى إنسان إلا وود المحدث إليه أن لو يعيد أوسكار الأحدوثة من أولها. فشهرته في الدرجة الأولى ترتكز على طلاوة حديثه وظرفه، ثم على أدبه، ولا سيما رواياته التمثيلية وقصصه البديعة.

ترجمت في (الرسالة) قطع من كتابات هذه الشخصية العجيبة التي كانت تفتخر البيوتات الأرستقراطية في إنجلترا بزيارته لها. وهأنذا أترجم لقراء الرسالة قطعة أخرى من غرر ما كتب، تتجلى فيها روح الكاتب بأجلى بيان. على أنني تصرفت في ترجمة بعضها تصرفاً قليلا:

حديقة غناء، مترامية الأطراف، يكسوها العشب الأخضر الغض، ويزيد في جمالها ما يبدو فوق الحشائش هنا وهنالك من الزهور الشبيهة بالنجوم. فيها اثنتا عشرة شجرة من الخوخ، تزهر في الربيع أزهارها البهية، وفي الخريف تنوء بحمل ثمرها اليانع.

<<  <  ج:
ص:  >  >>