تناول الدكتور زكي مبارك في مقاله الطويل:(الفرد هو الحجر الأول في بناء المجتمع) المنشور بعدد (الرسالة) ٤٠٨ مسائل متنوعة الألوان مختلفة المذاهب، وتصدى فيها للرد على بعض الكتاب؛ وقد لفت نظري ذلك الخلط القريب في وجهات النظر، وأدهشني أن أرى الدكتور زكي يدعو إلى الفوضى في الوقت الذي فيه يدعو إلى الإصلاح؛ وقد استخلصت من مقاله الطويل آراءه الآتية بنصها، حيث يقول:
أولاً:(وأنا أرى أن الفرد هو الحجر الأول في بناء المجتمع وأرى من الواجب أن توجه الجهود الصادقة إلى إصلاح الفرد، لأن المجتمع يتكون من الأفراد).
ثانياً:(المنحطون هم الذين ينتظرون من الحكومة كل شيء، فهي عندهم مسؤولة عن صيانة المرافق، وتدبير جميع المنافع، وإبعاد جميع المخاطر، وإصلاح جميع الأحوال).
ثالثاً:(عيب الفرد هو اعتماده على المجتمع واحتماؤه بالقوانين فقد شلت من الإنسان مواهب كثيرة منذ اليوم الذي اطمأن فيه إلى أنه له عصبية تنصره وحكومة تحميه. . . وأنا أدعو إلى اعتصام الفرد بنفسه، قبل اعتصامه بعدالة الحكومة وحصانة المجتمع).
هذه هي خلاصة ما يقرره الدكتور زكي مبارك في مقاله.
أنا أرى:
وأنا أرى أننا جميعاً متفقون مع الدكتور في أن (الفرد هو
الحجر الأول في بناء المجتمع)؛ ولكن ما هي تلك الجهود
الصادقة التي يجب أن توجه إلى إصلاح الفرد؟. . . أليست
هي المشروعات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم الحكومة
(الدولة) بتنفيذها لرفع مستوى حياة الشعب ومعيشته؟ خذ لذلك