للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإسلام في الجزائر البريطانية]

للأستاذ بدوي عبد اللطيف عوض

من العسير معرفة تاريخ وصول الإسلام إلى الجزائر البريطانية على وجه التحديد، وأكبر الظن أنه يرجع إلى نحو عشرات من السنين خلت.

ويمكن تلخيص قصة مجيء الإسلام إلى تلك البلاد فيما يلي. منذ أكثر من ستين عاما رغبت شخصية غنية من كبار الإنجليز في بناء جامعة للطلاب الهنود، ومعبد للهندوس، ومسجد للمسلمين، ومنزل لهم جميعا في إحدى ضواحي لندن التي تسمى (ووكنج) ولكن المشروع لم يتم منه إلا بناء المسجد، والمعبد.

ثم ظلت تلك الأبنية غير مستعملة، وقد تحول المعبد أخيراً إلى مصنع. أما المسجد فظل أمره مهجوراً.

ومنذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما حضر إلى لندن محام هندي مسلم يدعى (خواجا كمال الدين) فسمع بقصة المسجد المهجور، فعزم على الاستقرار في لندن، وتعمير هذا المسجد، وتنظيم جالية إسلامية هناك، وزاده حرصا على ذلك ما كانت تتيحه له ظروفه المالية من رخاء وثراء، يسرا له أن ينجح في هذا المشروع العظيم.

لقد أثمر مجهودات (خواجا كمال الدين) وكان لها آثار شتى ظهرت في هذه الحياة الجديدة، فقد جاءت الإرساليات الإسلامية الأولى إلى إنجلترا وتوالت الوفود تثرى، فنشروا الإسلام، وكانوا النواة الأولى لتكوين وحدة دينية نظامية لم تكن معروفة من قبل في سائر أنحاء هذه البلاد.

حقيقة لقد صادف المسلمون بادئ الأمر عقبات كثيرة، وإمعان في المناوأة لا من الحكومات وولاة الأمر هناك، ولكن من رجال الكنيسة الذين كثيرا ما تناولوهم وتناولوا الدين الإسلامي بالتجريح والطعن فيه، لكنهم اعتصموا بالصبر الجميل، وتذرعوا بقوة الإيمان الصادق.

كانت الصورة المعروفة عن الدين الإسلامي لمعظم العامة من الإنجليز، هي أن الإسلام لا يعرف إلا الانتقام والسيف لاقناع الشعوب والأمم باعتناقه، حتى أن البسطاء، والسذج منهم ظنوا أن هذه الوفود والإرساليات الإسلامية الأولى التي نزحت إلى الجزائر البريطانية، قد

<<  <  ج:
ص:  >  >>