يرى الفرد إدلر أن اتصال الإنسان - ذكراً كان أو أنثى - بالحياة والناس يقوم على دعائم ثلاث: العمل والحب والعلاقة الاجتماعية. هذه عنده هي وظائف الفرد في الحياة؛ فإذا كان الفرد مطمئناً فيها جميعاً كان إنساناً سوياً هانئاً، وإلا فإنه لا ينجو حين تنقصه الحياة إحدى هذه الصفات الثلاث من أن يكون هدفاً لانحراف عصبي.
ولإدلر نظرية قائمة بذاتها في علم النفس مركزها فكرة (النقص). ويظهر من تجارب الناس في الحياة أن فلسفة إدلر النفسية تقوم على شيء من الصحة، إن لم تقم على الصحة كلها، بالرغم من النزاع العنيف بين أتباعه وأتباع فرويد.
ونظرية إدلر الأساسية في علم النفس بسيطة. وقد وضعها هو في عبارات وشروح سهلة تجعل كثيرين ينظرون إليها مرتابين أول الأمر، خشية أن تكون هذه الفكرة قولاً عادياً لا طائل وراءه. والذي قرب نظرية إدلر من الأذهان أمران: أولهما نزعته العنيفة إلى التبسيط، وثانيهما طواعية أمثلة كثيرة من الحياة لتكون شواهد عليها، وشعور كل إنسان بشيء منها في نفسه. والنظرية تؤول بعد إلى دعوة إصلاحية عامة ذات مساس شديد بمصالح الناس وهنائهم. ولا عجب في ذلك فإدلر يعتقد مع وليم جيمس (أن العلم الحقيقي ليس إلا العلم الذي يتصل بالحياة اتصالاً مباشراً).
وفلسفة إدلر في علم النفس تدعى (السيكولوجية الفردية). وهو يذكر أن هذه السيكولوجية إنما نتجت معه من دراسته لدوافع الحياة الخلاقة، أي الدوافع الخفية التي تحدو بالأحياء إلى الرقي والتطور، بالرغم من أي عائق يعوقها. ولذلك يرى أن الكائن البشري وحدة تستهدف غرضاً معيناً في اندفاعها نحو الرقي والتكامل. إن للنفس البشرية طابعاً خاصاً يتكون في الصغر. والنفس تحب أن تتكامل فتسد ما بها من نقص أو تندفع إلى الأمام نحو هدف ثابت للرقي.